أقسم لكم ب«العلوش الرماني» بعدد شعر جلده الذي صنعوا منه دفافهم وبناديرهم وقرعوها وغنوا «الليلة عيد الليلة عيد» بجميع لغات أغنام العالم وأنغامها وللأغنام أنغام أقسم لكم بهذا القسم الغليظ أنني كلّما تابعت بعبعة حوارية متلفزة بين ساستنا لا أجد فرقا بينهم وبين «الشيشة» فهم أصبحوا «أشهر من شيشة على رأسها نار» ولهم ما للنرجيلة تماما بقبقة ودخان ونيكوتين وقطران ورائحة كريهة وضرر صحي قاتل ولهم أتباعهم من المدمنين ولكل «طنباكه» و«جيراكه» ولكل شيشة منهم ناسها وكسكاسها و«جبّادها» وعُبّادها. لا فرق بين «البلاتو» في التلفزة وبيت الشيشة في المقهى فهنا وهناك كلما انطفأت الجمرة نادى المنادي «ولعة يا معلّم» فاستجاب حافظ الكانون واشتغل مقص النار والتوى «الجبّاد» يمنة ويسرة وتلوث عنق الزجاجة بالقطران وتعالت البقبقة وتصاعد الدخان وخيم الضباب على المكان الى حدّ انعدام الرؤية تماما وكان الحديث عن الوضوح والشفافية وإخراج البلاد من عنق الزجاجة التي ما إن تنفتح عن ثغرة لمتنفس لها حتى ينادي المنادي «إكبسها يا معلّم تتنفّس» وولّعها وكُبْ عليها «المكب» حفاظا على اللّهب طبعا.
ولكلّ منهم «طنباكه» فهنالك معسّل ديمقراطي ومعسّل كرامة ومعسّل حرية ومعسّل تشغيل ومعسّل ديني حلال أما «الجيراك» فهو واحد لا غير «جيراك» ثوري. وللنّاس في ما يعشقون مذاهب في الدنيا والدين.
يبقى كيف نطهّر البلاد من القطران إذا كتب اللّه لها أن تخرج من عنق الزجاجة، سؤال فيه رائحة معسّل ب«الزطلة» يجعل مستهلكه يرى وطنا بطمّ طميمه في «دبّوزة» ويتلهّى بإخراجه من عنقها وهو حائر بين أمرين يقتل الوطن أم يكسّر الزجاجة؟