كثرت تشكيات فلاحي القوارص في بني خلاد ومنزل بوزلفى وسليمان وبدرجة اقل ببوعرقوب من الاضرار التي احدثتها الذبابة المتوسطية بغابات القوارص قبل بداية موسم الجني فعندما تجولنا في بعض الحقول طالعتنا الثمار وقد اصفرت قبل اوانها بفعل وخزات حشرة «السيراتيت» التي تنضج الثمار ظاهريا وفي الحقيقة تتغلغل فيها بعد ان تبيض ثم لا تلبث ان تسقط. الاضرار كانت واضحة وجلية للعيان فظاهرة التساقط بهذه الكثرة لم تكن مألوفة في السنوات الماضية التي لا يتجاوز فيها الضرر معدل 10 بالمائة من الصابة لكن هذا الموسم هناك اضرار فادحة قد تصل إلى 40 بالمئة والذبابة التي كانت في العادة تصيب «الطمسن» الرطب بحكم رقة قشرته ضربت مطلع هذا العام حتى ثمار الصيفي والمالطي و«المادلينة» ولم تترك نوعية الا ووخزتها وهو ما جعل الفلاحين يتهمون الوزارة والمجمع المهني للقوارص والشركة المكلفة بالمداواة الفضائية بالتقصير الذي لا يمكن انكاره بما ان المداواة بدأت متأخرة. وكانت اول عملية انطلقت يوم 17 سبتمبر في منطقة بوعرقوب وتلتها مناطق بني خلاد ومنزل بوزلفى لكن الفلاحين وخاصة في بني خلاد ومنزل بوزلفى لم يشعروا بمرور الطائرة وحتى المناطق التي طارت فوقها اغلبها لم يروا فيها رشا للدواء ولم يشتموا رائحته القوية. ويعترف الكاتب العام الجهوي لاتحاد الفلاحين بنابل عماد الباي بهذه النواقص لكنه اكد ان الاتحاد عقد جلسة بكافة الاطراف المتدخلة في موضوع مقاومة الذبابة المتوسطية بعد وصول تشكيات المواطنين واكد ان المشكل الأول تمثل في انطلاق عملية المداواة بصفة متأخرة ثم الصعوبات التي تمر بها الشركة المكلفة بمقاومة «السيراتيت» والتي تواجه صعوبات تقنية وفنية إذ أنها لا تملك العدد الكافي من الطائرات المختصة والعدد الكافي من سواق الطائرة بعد استقالة احدهما ومساومة السائق الثاني وهو ما اضطر الشركة للاستنجاد بطائرتين عموديتين. وفي ظل هذه الصعوابات والنواقص لابد من البحث عن حلول جديدة منها المداواة الارضية من خلال تمكين كل الفلاحين من الادوية وتعاون مجامع التنمية على انجاح موسم المداواة وتنظيم حملات لتوعية الجميع من فلاحين ومواطنين بأهمية النظافة في ايجاد محيط نظيف والتقليص من تكاثر الذبابة المتوسطية وغيرها واعتماد المقاومة المندمجة للتقليص من كلفة عملية المقاومة الكيميائية التي تكلف الدولة سنويا معدل 800 مليونا.خالد الهرقام