حادث المرور الذي جد صباح أمس في العاصمة السعودية الرياض لم يكن عاديا لأن العربة المتسببة فيه شاحنة معدة لنقل الغاز. ولأن الانفجار خلف عشرات القتلى والجرحى وأدى بالخصوص الى نسف مبنى مجاور لمكان الحادث . أعلن مصدر رسمي سعودي أن حادث انفجار شاحنة غاز شرقي الرياض أسفر عن مقتل22 شخصا وجرح أكثر من مائة آخرين لكن الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب صعوبة ضبط عدد المارة وركاب السيارات المتواجدين قرب مكان الحادث.
انفجار رهيب
وجد الحادث بعد اصطدام ناقلة غاز بعمود أحد الجسور ما أسفر عن تسرب الغاز منها وانفجارها. وقال شهود ان دوي الانفجار سمع في أحياء عدة من الرياض. بل ان مصادر اعلامية سعودية أكدت أن مقياس «ريشتر» المعد لرصد الزلازل قد رصد الانفجار. وكان مصدر رسمي سعودي أعلن في وقت سابق أمس أن عدد ضحايا حادث انفجار شاحنة النفط بلغ 14حالة وفاة بالإضافة إلى إصابة 57 آخرين. وقد هرعت فرق الدفاع المدني والدوريات المرورية وسيارات الإسعاف وكذلك الإسعاف الطائر إلى مكان الحادث وبث التلفزيون السعودي مشاهد تظهر التواجد المكثف لسيارات الاسعاف والمروحيات. وأدى الحادث الى نسف مبنى مجاور كان يأوي مقر شركة سعودية واعتبر عمال الشركة العشرة الذين كانوا متواجدين هناك في عداد المفقودين. كما تسبب الحادث في تضرر عدد غير محدد من المنازل والسيارات ويفترض أن يقدم المسؤولون السعوديون توضيحات بهذا الشأن مع تقدم التحقيق.
وحمل مدير عام الدفاع المدني في السعودية الفريق سعد التويجري، في تصريح له أمس ، «سائق الشاحنة مسؤولية الحادث». وقال: «السائق والذي يحمل جنسية آسيوية تسبب في هذا الانفجار بعد دخوله إلى تقاطع الجسر بسرعة عالية مما أدى إلى انقلاب الشاحنة وتسرب الغاز إلى إحدى شركات السيارات المجاورة للموقع». وأكد الدفاع المدني أن سائق الشاحنة نقل الى المستشفى باصابة متوسطة.
وأضاف التويجري أن عدد السيارات المتضررة جراء الحادث بلغ عشر سيارات بشكل مبدئي، موضحا أن مهمة رجال الدفاع المدني انتهت، لكن رجال الإنقاذ يبحثون عن وفيات أو محتجزين. وبالنسبة الى حالات المصابين، ذكر مدير الدفاع المدني أنهم يتوقعون أن تكون إصاباتهم بسيطة وأن جميعهم تم نقلهم عن طريق الإخلاء الطبي للجهات الحكومية التي تطبق خطة الطوارئ، مؤكدا أن سبب الوفيات يعود إلى تسرب الوقود واشتعاله.
حالة من الهلع لدى السكان
من جهته، قال شاهد عيان نجا من الحادث لمصور فرانس برس في المكان «كانت الساعة السابعة وعشرين دقيقة (الخامسة و20 دقيقة بتوقيت تونس) عندما حاول صهريج ضخم الالتفاف تحت الجسر لكن خرجت منه مادة شبيهة بالضباب وبعد عدة ثوان وقع الانفجار المرعب». كما شاهد المصور «أكثر من 15 سيارة متفحمة بشكل كلي تحت الجسر وحافلة ركاب محترقة تماما فوقه». وقال المصور إن «الحادث فظيع جدا عشرات السيارات المحترقة والجسر متصدع ومحل للجرافات والآليات قبالة الجسر تدمر بشكل كلي كما لحقت أضرار كبيرة بالسيارات والمباني المجاورة». وأكد أن «احدى الشاحنات سقطت من فوق الجسر الموصل إلى طريق الدمام وقد تزعزت وتصدعت ركائزه بفعل قوة الانفجار». وقد منعت السلطات المعنية المرور على الجسر البالغ طوله نحو ثلاثة كيلومترات وقررت إغلاقه إلى إشعار آخر. وتسبب انفجار شاحنة الغاز في اهتزاز المنازل القريبة من المكان وإحداث ذعر بين الناس.