يصل طول الشريط الساحلي بمعتمدية المطوية إلى حوالي 30 كلم ورغم ثراء مياهه بتنوع الأسماك وتميزه بخاصية بعده عن التيارات المائية وأهمية هذه المساحة الهامة فإن قطاع الصيد البحري الذي يحتل مكانة هامة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بولاية قابس لم يكن مستغلا بالكيفية المطلوبة في هذه الربوع بل يكاد نشاطه يكون منعدما. وتعود أسباب تردي هذا القطاع إلى عديد المشاكل منها المتعلقة بالبنية الأساسية واليد العاملة المختصة بالإضافة إلى عدم إقبال رجال الأعمال على الاستثمار في قطاع الصيد البحري في المطوية لغياب الإجراءات المشجعة على غرار الحوافز المالية والجبائية المخصصة للمستثمرين في هذا المجال .ومن الأسباب الأخرى التي ساهمت في تردي مردود هذا النشاط البحري تقلص عدد المتعاطين لمهنة الصيد البحري بمرور الزمن رغم بعض المحاولات المحدودة للصيد الساحلي بالشباك خاصة في موسم الرخويات إلى جانب نفور الشباب عن الإقبال على التكوين المهني والتدريب في الصيد البحري .وللنهوض بقطاع الصيد البحري في ربوع معتمدية المطوية يرى عديد المواطنين أنه بات من الضروري القضاء على التلوث البحري بخليج قابس نهائيا والتصدي للصيد العشوائي وخاصة ما يهم الصيد بالكركارة نظرا لما تشكله الظاهرتان من خطر يهدد الثروة البحرية وما تفرزهما من تداعيات سلبية على المردود الاقتصادي لهذا القطاع بالجهة كما يطالبون المصالح المعنية بالمبادرة بعقد أيام إعلامية لمزيد تحسيس شباب المنطقة بأهمية الإقبال على النشاط البحري وتشجيعه على ارتياد المؤسسات التكوينية لإعداد اليد العاملة المختصة بالإضافة إلى مساعدة البحارة النشيطين ماديا وتمكينهم من التغطية الاجتماعية ودعوة هذه المصالح أيضا إلى اتخاذ إجراءات عملية لحماية صيادي المياه الضحلة رغم عددهم المحدود وتمكينهم من التجهيزات الضرورية .ونظرا للتجربة السابقة في مجال تربية الأحياء المائية بمنطقة العكاريت يرى عدد من المواطنين ضرورة إعادة إحياء نشاط مركز تربية الأسماك بالعكاريت نظرا لأبعاده الاجتماعية والاقتصادية من خلال مساهمته في خلق مواطن شغل قارة وتوفير المنتوج البحري بكميات تستجيب للاستهلاك المحلي بالخصوص . ويدعوبعضهم إلى العمل على مزيد تنظيم موسم المحار والتصدي للتجار المحتكرين لسوق ترويج المنتوج من المحار والعودة لاستعمال طريقة « الشرفية» في تعاطي الصيد الساحلي نظرا لمحيط المنطقة الواحي الذي يؤمن كميات هامة من جريد النخيل الذي يعد الأداة الأساسية لطريقة الاصطياد التي تدر إنتاجا وفيرا خاصة أن« القراقنة» مازالوا إلى يومنا هذا يستخدمون هذه الطريقة التقليدية التي تتميز بمردودية أفضل.ويتطلع متساكنومعتمدية المطوية إلى إحداث مرفأ بحري بالمنطقة وتركيز نقطة بيع لمستلزمات الصيد البحري وبعث معمل للثلج ونقاط بيع الأسماك بكل من المطوية ووذرف والعكاريت ضمانا للمراقبة الاقتصادية وتفاديا للإخلال بقواعد حفظ الصحة.