عمادة برج العكارمة من معتمدية المظيلة من ولاية قفصة والقريبة من مقاطع استخراج الفسفاط هي منطقة ساخنة أرقت نوم المسؤولين زمن بن علي ومثلت كابوسا لرجال الامن أيام أحداث الحوض المنجمي لسنة 2008 . ولكنها ظلت تعاني غياب التنمية والتهميش والاقصاء رغم ما قدمته من تضحيات . فهذه المنطقة عرفها التونسيون من خلال التحركات الاحتجاجية للمطالبة بتحسين ظروف العيش وحق الشغل وعرفتها منظمات حقوق الانسان لحدة البطش والظلم والتنكيل الذي لحق شبابها الذي تشرد في الجبال أثناء عملية قمع الاحتجاجات أثناء أحداث البرج سنة 2002 مرورا بأحداث الحوض المنجمي سنة 2008 الذي عاقب هذه المنطقة وسكانها .زارتها القنوات التلفزية العالمية وزارها زعماء المعارضة التونسية ولكن لم يتغير شيء في واقع سكان هذه المنطقة التي تعاني من العديد من النقائص .فقد أكد لنا السيد نبيل عكرمي ان البنية التحتية لعمادة برج العكارمة غير موجودة بالمرة حيث ان الطرقات ورغم كثافة الحركة المرورية للسيارات الادارية وشاحنات نقل الفسفاط فان الطريق الرئيسي الوحيد الذي يعبر المنطقة في حالة سيئة جدا ولا يستجيب الى الحد الادنى من المعايير المرورية في غياب علامات المرور اما بقية الطرقات التي تربط الاحياء بمركز العمادة فهي عبارة عن مسالك فلاحية تصبح غير صالحة عند هطول الامطار والفيضانات وتعزل اغلب الاحياء عن بعضها .اضافة الى غياب الترصيف والانارة ويطالب بتفعيل دور المجلس القروي الذي بقي غائبا طيلة الفترة السابقة.اما في مجال المرافق العمومية وخاصة فيما يتعلق بالمؤسسات التربوية فان السيد ابراهيم قوادر يرى ضرورة احداث مدرسة اعدادية بالمنطقة وهومطلب شعبي منذ زمن بعيد من شانه ان يوفر على التلاميذ متاعب التنقل الى الاعداديات الاخرى المتواجدة بمراكز المعتمديات كذلك يساهم في ترغيب التلاميذ في مواصلة دراستهم لقرب المؤسسة التربوية كذلك يرى محدثنا ضرورة الاهتمام بالمدارس الابتدائية وتعهدها بالصيانة والترميم وتوفير التجهيزات اللازمة من حواسيب ووسائل بيداغوجية تفتقر اليها بعض المؤسسات وقد اجمع العديد من شبان برج العكارمة على ان منطقتهم تشكومن غياب الفضاءات الترفيهية وبالتالي غياب اي نشاط ثقافي ورياضي حيث يعانون من التهميش والاقصاء ويطالبون السلط المعنية بإحداث جمعية رياضية لكرة القدم وفضاءات ترفيهية اخرى كالمكتبة العمومية وتطوير عمل نادي الشباب الريفي حتى يستجيب لطموحات شباب المنطقة كما اكد لنا لطفي قوادر ضرورة تحسين العديد من الخدمات خاصة في المجال الصحي بإحداث مستشفى محلي قادر على معالجة الحالات الطارئة بحكم قرب المنطقة من مقاطع استخراج الفسفاط وما تحتويه من مخاطر على السكان والعمال ويبقى الاسراع بإيجاد حل جذري لمشكل الماء الصالح للشرب من اهم مطالب برج العكارمة الذين يعانون من استمرار انقطاع الماء وما يسببه من متاعب. ومن بين المشاريع الكبرى التي يرى فيها الاهالي حلا لتنمية المنطقة ودفع الاستثمار فيها هوالاسراع بإحداث الطريق الرابطة بين توزروالمظيلة مرورا بالقويفلة وبرج العكارمة وذلك من شانه ان يخلق ايضا مواطن شغل قارة ويفك العزلة التي بقيت تعاني منها المنطقة منذ عقود من الزمن بسبب غياب الارادة السياسية.