تبعد منطقة العثامنية حوالي 50كلم عن معتمدية طبرقة وهي تابعة لعمادة عين السنوسي ،واقع هذه المنطقة المنسية لم يتغير بدءا بالحالة الرديئة للملك ألفلاحي الوحيد الذي يؤدي إليها حيث يصعب على وسائل النقل الوصول إليها. هذا الوضع جعل الأهالي يقطعون أكثر من 3كلم مشيا على الأقدام للوصول إلى الطريق المعبدة وتتضاعف معاناتهم مع حلول فصل الشتاء حيث الأوحال وبرك المياه والمستنقعات أونقل المرضى من النساء والأطفال والشيوخ.
مظهر آخر لهذه المنطقة المعزولة هوانتشار تلك البيوت الطينية والأكواخ وهي صورة شاهدة على حالة الفقر والتهميش وعجز السكان على بناء منزل تتوفر به أبسط مقومات العيش الكريم ،وهذه المنازل البدائية تكون مرتعا خصبا للأمراض المزمنة خاصة إذا اجتمع الحيوان والإنسان واشتركا في نفس مكان الإقامة. وفضلا عن حالات الفقر والوضعيات الاجتماعية الصعبة فان البطالة هي وجه آخر من أوجه معاناة أهالي العثامنية الذين وجدوا في الحظائر الظرفية خيطا رفيعا يتمسكون به في ظل انعدام مواطن الشغل.
منطقة «العثامنية» همشتها الحكومات السابقة وحرمتها من حقها في التنمية والعيش الكريم وهي اليوم بعد الثورة المباركة في حاجة إلى اهتمام وتنمية حقيقية تشمل جل الميادين وإعادة أبنائها الذين هجروا مسقط رأسهم بحثا عن لقمة العيش.