تبعد عمادة حليمة عن مقر معتمدية فرنانة ب35 كلم وتعد أكثر من 500 عائلة كما أنها متاخمة للحدود الجزائرية لكن سكانها يعانون معاناة لا توصف. أولى المشاهد التي تؤكد تهميش هذه المنطقة هو الحالة الرديئة للمسلك الفلاحي حيث الحفر والأوحال وبرك المياه وقد أكد لنا السيد محمود بن حسونة صاحب سيارة نقل ريفي أنه يقوم برحلة واحدة يوميا بسبب حالة المسلك الريفي. كما أن الأكواخ والمساكن البدائية منتشرة بشكل كبير فبسبب الفقر والخصاصة عجز الأهالي تشييد منازل تتوفر فيها أبسط مقومات العيش الكريم فالسيدة جميلة قضقاضي أكدت لنا أن كوخها يأوي العائلة كما الحيوانات وهو غرفة النوم والمطبخ والاسطبل. السيدة نجيبة بنت محمد بن عثمان لا سند لها وظروفها الاجتماعية قاسية جدا وتسكن هي في كوخ وقد تذمرت من الغياب التام للمسؤولين بالجهة للاطلاع على أوضاعهم وقالت ان العديد من الأسر فقدت أكواخها ابان الكارثة الثلجية الأخيرة. مظهر آخر من مظاهر التهميش والاقصاء فبالرغم من ثراء الجهة بالموارد المائية فان العطش يفتك بالأهالي وهو ما أكده لنا السيد محمود معيزي الذي حدثنا عن انعدام مياه الشرب حيث يتزود السكان الى غاية اليوم من الماجل والغدران والعيون ويشترك فيها الانسان والحيوان هذا الى جانب انعدام مواطن الشغل باستثناء الحضائر التي لم تلب رغبات المئات من المواطنين العاطلين عن العمل وهو ما أكده لنا السيد فريد قضقاضي الذي أضاف أن معظم أبناء الجهة نزحوا الى العاصمة بحثا عن شغل لاعانة عائلاتهم.