عاشت مدينة قصر هلال مساء اول امس على وقع احداث عنف وفوضى بلغت استعمال الحجارة وحرق العجلات المطاطية والاعتداء على بعض السيارات من قبل بعض الشبان والتصدي والمطاردة بإطلاق الرصاص في الهواء والقنابل المسيلة للدموع من قبل أعوان الامن. شرارة اندلاع احداث الشغب هذه انطلقت منذ مساء يوم الخميس على اثر حصول مشادة كلامية بين تلميذين يدرسان في نفس المعهد احدهما اصيل مدينة قصر هلال والآخر اصيل مدينة المكنين لكن هذه المشادة تم تضخيمها من قبل بعض شبان المدينتين لتتحول الى قطع للطرقات وتراشق بالحجارة مما استوجب تدخل أعوان الأمن الذين نجحوا في السيطرة على الوضع وتطويق الخلاف وتفريق المتجمعين وإعادة الهدوء في ظرف قياسي.
وفي الوقت الذي اعتقد فيه المواطنون من المدينتين المتجاورتين الذين تربط بينهم علاقات متينة أن السحابة قد انقشعت وان الاحداث لا تعدو ان تكون سوى طيش شباب تطورت الاوضاع فيما بعد نحو الاسوإ دون سابق اعلام.
وشهدت الليلة قبل الماضية مواجهات جديدة بين نفس الشبان من المدينتين تحولت في ما بعد الى مواجهات بين بعض الشبان من مدينة قصر هلال وأعوان الأمن وقد عمد الشبان في البداية الى غلق الطريق المؤدية الى مدينة المكنين وأحرقوا بعض العجلات المطاطية وذلك على مستوى عدة نقاط في المدينة لكن اعوان الأمن تدخلوا كالعادة لتفريقهم وفتح الطريق غير انهم وجدوا صعوبة في تنفيذ ذلك اذ تم رشقهم بالحجارة مما جعلهم يستعملون بكثافة الغاز المسيل للدموع ويطلقون الرصاص في الفضاء في محاولة للسيطرة على الوضع ويطاردون الشبان عبر الأنهج الرئيسية والفرعية مما خلق حالة من الفزع والرعب لدى المواطنين.
تهشيم سيارة شرطة
وأثناء المواجهات التي تواصلت من الساعة الثامنة ليلا إلى منتصف الليل استحوذ بعض الشبان على سيارة شرطة بعد تهشيم بلورها الأمامي ثم امتطوها وقاموا على متنها بجولة عبر الأحياء الداخلية كما حاول بعض الشبان استغلال الوضع لمحاولة خلع بعض المحلات التجارية الموجودة وسط المدينة وسرقتها إلا ان كل محاولاتهم باءت بالفشل الذريع في ظل وصول تعزيزات امنية كبيرة قدمت من مركز الولاية ونجاحها في تفريق الشبان على اثر قيامها بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص في الهواء.
وتمكنت قوات الأمن في النهاية من إعادة الهدوء الى المدينة ولم يبق من اثر المواجهات غير بعض الحجارة المتناثرة على الطرقات وآثارها بالإضافة الى اثار العجلات المطاطية المحروقة وبضعة تساؤلات في البلدتين لن تجد اجابة باعتبار أن الاسباب التي جعلت ما حدث يحدث واهية و لم تكن لتقنعهم بالمرة خاصة أن الخصومات بين الشبان من المدينتين تقع في كثير من الأحيان ولا تتعدى فترة حصولها وان ما يقع اليوم يفرض على المسؤولين في المدينتين الجلوس الى مائدة الحوار والاستعانة بمكونات المجتمع المدني لبحث اسباب هذه الانزلاقات التي كثيرا ما يدفع ثمنها اناس ابرياء يتم الاعتداء على ممتلكاتهم الخاصة دون مبرر.