يقع دوار المراغدية الحنادرة في منطقة الدغرة على الطريق المؤدية إلى جبل الشعانبي وتتمتع هذه المنطقة بتربة ومناخ قادرين على تحويلها إلى منطقة فلاحية بامتياز ولكن غياب الماء منبع الحياة حال دون ذلك رغم اجتهاد المندوبية الجهوية للفلاحة. فالبئر الموجودة ظلت محل نزاع بين الاهالي وأحد فلاحي المنطقة. اتصل مجموعة من الفلاحين ب «الشروق» وعرضوا مشكلتهم مع الفلاح الجار الذي اتهموه بالتفرد بالبئر رغم أنها من انشاء مندوبية الفلاحة لكن الشروق وحرصا منها على المصداقية والشفافية حاورت الاطراف الثلاثة المعنية اي الفلاحين المتضررين حسب تصريحهم والفلاح المتهم والمندوبية الجهوية للفلاحة المتهمة هي الأخرى بالتواطؤ مع من اتهموه بالاستيلاء على البئر فكان لنا التحقيق التالي: حسب تصريح الفلاح الضاوي دلهومي وهو معلم تطبيق في نفس الوقت أن البئر العميقة محل النزاع تم حفرها سنة 2005 في إطار جمعية مائية ليستفيد منها فلاحو تلك المنطقة وعددهم حوالي 45 فلاحا تحت اشراف المندوبية الجهوية للفلاحة ولكن موقعها كان في أرض الفلاح قدور دلهومي الذي قام باستغلال وجود البئر في ارضه لينفرد باستغلالها ويمنعهم من الاستفادة منها مما ادى إلى اتلاف فلاحتهم لا سيما الزياتين واضطر البعض إلى بيع أرضه والنزوح إلى المدن المجاورة هروبا من العطش وهو ما جاراه فيه السيد جيلاني دلهومي الذي لاحظ أنه التجأ وغيره من الفلاحين المتضررين ممن توفرت لهم بعض الامكانيات المادية إلى جلب الماء بواسطة الصهاريج لسقي زياتينهم مما كلفهم مصاريف باهظة خاصة وان ثمن الصهريج الواحد من الماء يبلغ 20 دينارا ولكن من لم تتوفر له الامكانيات فقد فقد زياتينه على غرار الفلاح نصر دلهومي الذي صرح ل»الشروق» بأن لديه 300 شجرة زيتون تعاني الموت البطيء نتيجة غياب الماء وذكر انه لو توفر الماء لكانت فلاحته جيدة ولأقدم على غراسة أنواع أخرى من الغراسات أما الفلاحين محمد المنصف عبايدي وبدر الدين دلهومي فقاما بحفر الحفر لغراسة الزياتين ولكن مشروعهما توقف نتيجة احتكار جارهما للماء حسب ما صرحا به للشروق هذا وقد اتهم الفلاحون المندوب الجهوي للفلاحة بالتواطؤ مع الفلاح موضع تشكياتهم ولما اتصلوا به لتبليغ تشكياتهم بادرهم بحل رأوا فيه استهزاء بهم وتواطأ مع خصمهم حيث طلب منهم استجداء الخصم ليمكنهم من الماء وطالب الجميع بحصولهم على نصيبهم من الماء من هذه البئر العميقة أو تمكينهم من وسيلة أخرى وعاجلة لإحياء زياتينهم.
أنا لست طرفا في الموضوع
حرصا منها على تشريك الرأي الآخر اتصلت الشروق بالسيد قدور الدلهومي المتهم بالاستيلاء على البئر العميقة هذه فأفادنا أنه ليس طرفا في الموضوع بل المندوبية الجهوية للفلاحة هي المسؤولة عن الأمر ومتى طلبت منه هذه الادارة مدّ هؤلاء الفلاحين بالماء فهو لن يتردد لحظة وحيدة في ذلك مضيفا أن هؤلاء الفلاحين ليس لهم غراسات كما ادعوا بل هي بضع أشجار والبعض منهم لا يمتلك مساحات كافية للتمتع بالماء بينما يمتلك هو 13 ألف شجرة تعاني هي الأخرى من نقص في الماء نتيجة عدم قدرة البئر على توفير الكمية اللازمة من الماء اذ لا توفر حاليا سوى 15 لترا في الثانية والحال أن الكمية العادية يجب أن تكون أكثر من 35 لترا في الثانية ثم لاحظ أن البئر هي على ملك وزارة الفلاحة من خلال المندوبية الجهوية للفلاحة بالولاية وهي الوحيدة الكفيلة بالتصرف فيها.