تعتبر منطقة بودرياس من ولاية القصرين منطقة حدودية هامة بتاريخها المجيد ومشاركتها في الدورة الاقتصادية لعراقة نشاطها الفلاحي وحيويتها حيث ربطها بنقطة العبور الحدودية بوشبكة ولكنها ورغم هذه الأهمية تشهد عزلةً مرورية سببها حالة طريقها المزرية والمتآكلة. منطقة بودرياس عبارة عن تجمع سكني هام يناهز 800 ساكن وتتوزع على مساكن مشتة ذات طابع ريفي وأخرى موحدة وهي عبد العظيم، سيدي ظاهر، السلاطنية كما تنفتح على مناطق أخرى تحيط بها وتستفيد من خدماتها الصحية من مستوصفها المحلي وتعليمية بفضل مدارسها الابتدائية ومدرستها الاعدادية. يزدهر بمنطقة بودرياس النشاط الفلاحي والذي يتشكل خاصةً في إنتاج البطاطا والأشجار المثمرة مثل التفاح كما تتميز بمساحات الزيتون الشاسعة وبتوفرها على ثروات غابية هامة كذلك تحتوي منطقة بودرياس على مجلس قروي. هذه الأهمية لم تجعلها تنعم بطريق يمثل نبض حياتها فالمسلك المعبد (10 كلم) منذ العهد السابق شهد التآكل فغمرته الحفر وبات يستحيل السير عليه لأن ضرره على العربات افقده نجاعته منذ سنوات. فالعوامل الطبيعية من أمطار وثلوج زادته رداءة وقد أضحت حالته تغني عن التعاليق وتفقده خصوصية الطريق بل أن نداء التدخل العاجل ولفتة السلط المسؤولة أضحت مطلب المتساكنين المارين والزائرين خاصةً أمام تفاقم أخطار هذه الطريق التي تعد مسلكاً جبلياً توجب الضرورة صيانتها باستمرار. فهل يأتي على طريق بودرياس اليوم الذي يشهد فيه عودة الحياة بعد طول سبات؟