مازال اهالي منطقة «الهمايل» المتاخمة جنوب مدينة الكريب يعانون العزلة ومحكومين بالتنقل على ظهور الاحمرة والبغال كلما تهاطلت الامطار. لم تصمد كل الطرق الريفية المؤدية الى منطقة «الهمايل» امام سيول الامطار الغزيرة التي تعرف بها هذه المنطقة، فيما يقول آخرون أن المشكلة الحقيقية لاتكمن بالأساس في غزارة السيول وما تجرفه معها من اتربة بل في هشاشة المسالك الفلاحية التي تم انجازها في العهد القديم.
تقع منطقة «الهمايل» جنوب مدينة الكريب وهي تبعد عنها بحوالي 1 كلم وتتميز بخصوبة اراضيها اذ يمتهن جل متساكنيها تقريبا تربية الماشية والبعض من الزراعات مثل الحبوب والخضروات. فمتساكنو هذه المنطقة لم يكن حظهم كبيرا بسبب عزلتها، إذ كان كافيا أن تهطل الأمطار لكي يتعذر على الاطفال من التلاميذ المجازفة بمغادرتها نحو اقرب مدرسة بمدينة الكريب من جراء وعورة المسلك الفلاحي وما يحتويه من اتربة يعسر على أي وسيلة نقل عبوره. وازاء هذا الوضع المتردي هجرها اغلب سكانها نحو المدينة لتمكين اطفالهم من مواصلة الدراسة وللحصول على الحد الادنى من الخدمات الحضرية فكان منهم ان اضاعوا اراضيهم وفلاحتهم التي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد.اما الذين شدهم الحنين الى ارض «الجدود» فمازالوا يكابدون ويتجرعون الامرين كلما هطلت الامطار.
فمنطقة «الهمايل» التي تؤم حاليا قرابة ال10عائلات مازال من يقطنون بها صامدين آملين في فرج يطل عليهم بين الفينة والاخرى. فالسيد حسن اليحياوي ولد وترعرع بهذه الربوع والتي يقول عنها بأن السلط السابقة هي من ساهمت بطريقة او بأخرى في نزوح العديد من العائلات الى المنطقة البلدية بالكريب لذلك لم ييأس من المطالبة بتحسين وضعية هذا المسلك لذلك كاتب وراسل هو وبقية المتساكنين السلط المحلية الحالية وحتى الجهوية منها آملا بأن تحظى شكواهم بالدرس والقبول لأن السيد اليحياوي يرى حسب حديثه معنا بانه من غير المعقول بأن يقوم مسلك ريفي لا يتجاوز الكلم واحد بعزل العديد من العائلات عن العالم الخارجي كلما نزل الغيث النافع دون نسيان الاضرار التي خلفها هذا المسلك «الكارثة» والمتمثلة في احالة العديد من طلاب العلم من التلاميذ على الامية المبكرة. ويواصل حديثه معنا ويقول بأنه اضطر مؤخرا رفقة بقية سكان المنطقة الى استئجار جرافة على نفقتهم الخاصة لفتح مجرى مائي وذلك بعد انسداد الوادي من جراء تراكم الأوحال به مما جعل منسوب المياه يغير مجراه في اتجاه الحقول المجاورة مما سبب اضرارا متفاوتة بعديد المقاسم الفلاحية. ويختم قوله معنا متسائلا عن موعد فك عزلتهم التي طال مداها كثيرا.