أصبح زملاء خليل شمام قاب قوسين أو أدنى من إحراز رابطة أبطال إفريقيا للمرة الثانية على التوالي بعد إجبار الأهلي على نتيجة التعادل في ملعب برج العرب، وسيكون الأصفر والأحمر مطالبا بتوخي الحذر في لقاء الإياب حتى لا يخسر اللقب مثلما حدث في السابق ضد الرجاء وقلوب الصنوبر و«مازمبي». بعد أن قهر الترجي الصعاب وعاد بتعادل ثمين من مصر سيسعى الآن إلى الاستعداد الجيد لمباراة الإياب خاصة أن عدة مؤشرات تؤكد أن الأهلي قادر على إحراج زملاء بن شريفية خلال الفصل الأخير من هذه المسابقة القارية.
الأهلي انهزم في نهائي وحيد خارج دياره
خاض النادي الأهلي ثمانية أدوار نهائية في رابطة أبطال إفريقيا (دون اعتبار نهائي النسخة الحالية ضد الترجي) ولم ينهزم في المباريات التي أجراها خارج مصر إلا في مناسبة وحيدة وذلك عام 1983 ضد أشانتي كوتوكو الغاني في إطار إياب الدور النهائي انذاك وأقيمت تلك المباراة في مدينة كوماسي بغانا ولم ينحن الفريق القاهري في بقية المباريات التي خاضها خارج دياره حيث تعادل مع القطن الكامروني (22) في نهائي 2008 وهزم النادي الصفاقسي في رادس عام 2006 وتعادل مع النجم الساحلي بدون أهداف في سوسة عام 2007 وحقق النتيجة نفسها ضد النجم أيضا في نهائي 2005 وتعادل بهدف لمثله في ذهاب نهائي 2001 ضد «ماميلودي» الجنوب إفريقي في المباراة التي جمعتهما في بلد «مانديلا»، وكان الأهلي قبل ذلك قد تعادل مع الهلال السوداني في ذهاب نهائي 1987 بدون أهداف على أرض الفريق السوداني وتعادل بهدف لمثله ضد أشانتي كوتوكو الغاني في إياب نهائي عام 1982 وهو ما يؤكد أنه فريق صعب المراس خارج ميدانه كلما تعلق الأمر بالمباريات التي يخوضها لحساب الأدوار النهائية.
قوة هجومية ضاربة
نقطة أخرى تؤكد صعوبة المهمة التي تنتظر الترجي في لقاء العودة بملعب رادس وتتمثل في القوة الهجومية الضاربة للأهلي الذي سجل20 هدفا في هذه النسخة الحالية من رابطة أبطال إفريقيا ولم يصم عن التهديف إلا في ثلاث مقابلات وذلك ضد الملعب المالي والبن الأثيوبي ومازمبي الكونغولي كما أنه قادر على تسجيل الأهداف خارج دياره كما فعل ضد تشلسي الغاني (11) والشمس البازغة (33)... ولا ننسى في المقابل أن شباك بن شريفية تلقت ثلاثة أهداف في تونس وذلك ضد أولمبي الشلف في مناسبتين وهدف ثالث أمام «بريكاما» الغمبي.
القدرة على التحكم في الكرة
أظهر لقاء الذهاب في برج العرب القدرة الفائقة للأهلي على التحكم في الكرة حيث بلغت نسبة استحواذه على الكرة خلال الشوط الأول حوالي 57٪ و59٪ في الشوط الثاني، وسدد زملاء محمد ناجي جدو 19 مرة على مرمى بن شريفية خلال الفترة الثانية من اللقاء، أما نسبة نجاح التمريرات المتبادلة بين اللاعبين فقدرت ب88٪ في الشوط الثاني و87٪ في الشوط الأول، وهو ما يؤكد قوّة هذا الفريق الذي لن يستسلم وسيدافع بشراسة عن حظوظه في اعتلاء منصة التتويج وانتزاع اللقب من الترجي كما فعل ضد النادي الصفاقسي عام 2006.
أهداف قاتلة
ينبغي كذلك الإشارة إلى ميزة أخرى التصقت بالأهلي في مباريات الدور النهائي وتتعلق بقدرته على التسجيل في اللحظات القاتلة حيث سجل أبو تريكة هدف الانتصار للأهلي في إياب نهائي 2006 ضد النادي الصفاقسي في الدقيقة 91 وسجل شادي محمد لفريقه هدف التعادل ضد القطن الكامروني في نهائي 2008 في الدقيقة 89 وهزّ خالد بيبو شباك «ماميلودي» الجنوب إفريقي في نهائي 2001 في الدقيقة 90... لذلك لا بد من توخي الحذر كامل المباراة وينبغي على جماهير الترجي أن لا تقيم الأفراح منذ هذه اللحظة وقبل حسم اللقب فوق الميدان في لقاء العودة وذلك حتى لا يتكرر سيناريو 1999 ضد الرجاء وقلوب الصنوبر عام 2000 ومازمبي الكونغولي عام 2010.
معطيات قد تخدم الترجي
في المقابل توجد عدة معطيات قد تخدم مصلحة الترجي في لقاء العودة بملعب رادس وتتمثل بالخصوص في الانهيار المعنوي للاعبي الأهلي ومدربه حسام البدري الذي عادة ما يقع في فخ التسرّع حيث يصر على لعب ورقة الهجوم في الشوط الأول بهدف إنهاء المباراة لفائدته بالسرعة القصوى كما أن خلافه مع حسام غالي لن يمر حتما مرور الكرام وذلك على خلفية تغييره بمحمد بركات أثناء لقاء الذهاب في برج العرب،
وسيؤثر هذا الأمر حتما على النادي الأهلي الذي يعجز كذلك عن تأهيل ظهيره الأيسر سيد معوض في لقاء الإياب، ومن جهة أخرى بإمكان الترجي إيجاد البديل المناسب للثنائي المتغيب عن لقاء العودة والمتكون من أفول والدربالي فقد يلعب معلول ورقة أيمن بن عمر الذي يملك خبرة الأدوار النهائية كما سيستفيد الترجي حتما من العودة القوية للاعب وجدي بوعزي الذي كان مردوده محترما في مقابلة برج العرب.