تعتبر جهة سيدي علي بن عون منطقة فلاحية بالدرجة الاولى فاغلب فلاحيها من صغار الفلاحين ملكيتهم صغيرة ويعتمدون أساسا على بعض الغراسات التي تتماشى ومناخ الجهة شبه الجاف وتعتبر شجرة الزيتون من اهم الغراسات بالمنطقة. فالفلاحة في هذه الربوع اغلبها بعلية تعتمد على كميات الامطار فالمساحة المخصصة لغراسات الزيتون حسب ما افادنا به رئيس خلية الارشاد الفلاحي بسيدي علي بن عون تقدر ب 29 ألف هكتار والغراسات المروية مساحتها 200 هكتار وزيتون طاولة 50 هكتارا رغم تزايد عدد الابار بالمنطقة. وتعتبر شجرة الزيتون من اهم الغراسات بالمنطقة (90% شملالي أو ساحلي و10٪ قفصي) لما لها من فائدة خاصة وعامة على المجموعة الوطنية. وبما ان اغلب الانشطة بعلية فان الصابة تتفاوت من سنة الى اخرى وان كميات الامطار هي المحدد الرئيسي لهذه الصابة التي قدرت هذا الموسم ب 8400 طن - وهي تقارب النسبة العادية المقدرة ب 9000 طن وهو معدل انتاج الزيتون في المواسم العادية بسيدي علي بن عون - وتمثل هذه الكمية 60% من صابة الموسم الفائت التي قدرت ب 14 الف طن. ويعزي الفلاح هذا التراجع الى نقص الامطار بالجهة كما يؤكده احد الفلاحين ،ومرد ذلك يعود الى حالة الجفاف التي عرفتها المنطقة في الفترة التي تحتاج فيها الزيتونة الى الماء وهو ما اثر سلبا على الصابة. الى جانب عوامل اخرى منها العناية بالشجرة حيث اصبح الفلاح عاجزا حتى عن القيام بعملية الحرث الدورية لجعل الزيتونة اكثر انتاجا نظرا الى المصاريف الباهظة التي يتكبدها لإعداد اشجاره لتنتج اكثر. الى جانب التأخير في جني الصابة ومرده قلة اليد العاملة وغلاؤها احيانا وهو ما يدفع الفلاح الى جني الصابة في وقت متأخر ينعكس سلبا على شجرة الزيتون التي يقل انتاجها في الموسم اللاحق. ويضف فلاح آخر انه وبالإضافة الى الاسباب التي ذكرت هناك كثير من الفلاحين بالجهة لا يقومون بعملية تشذيب الاشجار (التجريد) كما يسميها فلاحو الجهة ولا يقوم بها مختصون لهم من الدراية والخبرة وما تجعلهم يقومون بهذه العملية الهامة وفق معطيات علمية وهو ما ينتج عنه ضرر للشجرة في غياب الخبرة اللازمة للقيام بهذ العملية الدقيقة. وهنا لا بد من تدخل هياكل وزارة الفلاحة لتنظيم دورات تدريبية لفائدة فلاحي الجهة لترشيدهم حول كيفية ازالة الاغصان الزائدة من الشجرة وان عدم وعي الفلاح بهذا الامر سيؤثر سلبا على شجرة الزيتون وعلى انتاجها. فالفلاحون يستعدون لهذا الموسم وكذلك اصحاب المعاصر بالجهة (12 معصرة) 11 منها من النوع الحديث وواحدة لا تزال تعتمد على التقنية القديمة (استعمال الشوابي)، كما يؤكد محمد بن الفالح أن في الموسم الفائت شهدت كل المعاصر بالجهة حركية هامة حيث امتلأت جل فضاءات المعاصر بأكياس الزيتون لكن هذا المشهد ربما لا نراه هذا الموسم فأغلب فضاءات المعاصر ستظل خالية مما سيضطرنا الى البحث عن اسواق اخرى خارج المنطقة وحرفاء جدد من المناطق المجاورة. ويضيف بأن أصحاب المعاصر يعانون من غلاء قطع الغيار وانه يطالب كغيره من اصحاب المعاصر بضرورة اعفائهم من القيمة المضافة لان اثمان قطع الغيار باهظة جدا. ومن ناحية اخرى فإننا نواجه عديد الصعوبات مع البنوك التي تتدخل لفائدتنا بقروض موسمية على ان يبدأ تسديد ما علينا من اقساط في شهر مارس وهذا التاريخ لا بد من مراجعته لأن الكثير منا يضطر الى بيع زيت الزيتون بأسعار بخسة يسبب لنا خسارة كبرى.. وبما ان سعر زيت الزيتون غير مستقر وهذا التذبذب ينعكس سلبا على اصحاب المعاصر لذلك فإني أرى ان تفعيل ديوان الزيت وجعله الجهة الوحيدة التي تكمل حلقة الانتاج وتكون الرابط بين المنتج والمصدر وتضمن عدم تدني الاسعار وتحد من استغلال اصحاب رخص التصدير لمنتجي زيت الزيتون. وما دام ديوان الزيت لم يقم بوظيفته على احسن وجه فإننا سنظل نعاني وستزداد احوالنا سوءا. ولضمان جودة عالية لزيت الزيتون على الفلاح ان يعي وان يعرف ان نقل الزيتون في أكياس بلاستيكية من شانه ان يقلل من الجودة وعليه ان يتخير الاكياس المعدة للغرض وان يعتني بأشجار زيتونه بالحرث والتجريد على يد اناس مختصين في هذا الميدان .