انطلقت مؤخرا أشغال بناء ثكنة عسكرية وحي سكني بمنطقة «العالية» التابعة لمعتمدية قصور الساف على مساحة تقدر بحوالي 40 هكتارا، ويفتح هذا المشروع المجال أمام تكوين نواة لمدينة ساحلية مما سيساهم في تنشيط الحياة الاقتصادية وخلق مواطن شغل إضافية. وكانت وحدات من الجيش الوطني قد حلّت منذ نهاية شهر سبتمبر الفارط بمنطقة «العالية» الساحلية التابعة إداريا لمعتمدية قصور الساف وانطلقت في تشييد ثكنة عسكرية بتكلفة ناهزت 23 مليون دينار على مساحة تبلغ 40 هكتارا، في حين سيتم بناء حي سكني لعائلات أعوان الجيش الوطني بجهة قصور الساف تبلغ طاقة استيعابه أكثر من 3500 عائلة وهو ما سيتلوه بالضرورة بناء مؤسسات تربوية لمختلف المراحل التعليمية، إلى جانب فضاءات ترفيهية وثقافية وبقية المصالح الإدارية.
هذا المشروع سيساهم في تحويل منطقة «العالية» إلى مدينة حيوية نظرا لموقعها الاستراتيجي المطلّ على الطريق الرئيسية الرابطة بين المهدية وولاية صفاقس مما سيساهم في مزيد تنشيط الجهة اقتصاديا واجتماعيا خاصة إذا ما تم ربطها بالطريق السيارة.
ولتوفير الأرضية الملائمة لتشييد هذا المشروع ستعمل المصالح البلدية على تزويد هذه التجمعات السكنية بمختلف المرافق الأساسية من تعبيد الطرقات، وربط الجهة بالماء الصالح للشرب، وبشبكة التطهير، والتنوير الكهربائي، وشبكات الاتصالات، والنقل العمومي وهو ما سيمهد لحركية اقتصادية وتجارية ستفتح المجال أمام خلق مواطن شغل جديدة لأصحاب سيارات الأجرة وغيرها من الخدمات الضرورية.
ومن جهة أخرى فمن المتوقع أن يكون لهذا المشروع الضخم انعكاسات ايجابية على الحياة الاقتصادية بالجهة من خلال تنشيط القطاع السياحي نظرا لما تتمتع به منطقة العالية من مناظر طبيعية خلابة وشواطئ نظيفة وهي التي تتوسط مدينتي الشابة وقصور الساف، والمجاورة لمناطق ساحلية اشتهرت بجمال شواطئها وهي الغضابنة والخمارة وسلقطة التي تستقطب سنويا عددا هاما من المصطافين من مختلف الولايات الداخلية وخاصة من صفاقس وسيدي بوزيد وبقية مدن ولاية المهدية المجاورة.
ويذكر أن هذه المناطق تمتد بها غابات ساحلية ذات كثافة عالية للأشجار ستكون أحد روافد التنمية بالجهة وستساعد على استقطاب عدد هام من السياح لو أحكمت الجهات المعنية التصرف في الإمكانات الطبيعية والبشرية المتوفرة بالجهة.