مازال مشكل الانقطاع المتواصل للماء وعدم توفره يؤرق متساكني معتمدية المظيلة الذين ضاقوا ذرعا بمماطلات الشركة المعنية أمام صمت السلط المحلية والجهوية عن حل هذه المعضلة. الأمر الذي دفع بالمواطنين للعودة إلى الطرق البدائية في التزود بالماء. وما زاد الطين بلة النوعية الرديئة للماء الذي لا يصلح للاستعمال المنزلي بقدر ما هو موجه للاستعمال الفلاحي والصناعي.
وتواتر حالات انقطاع الماء غير المعلنة من طرف الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه خلق لدى المواطنين حالة من الغضب والاستياء تمثلت بالأساس في قيام مجموعة من الاهالي وبعض من مكونات المجتمع المدني بوقفة احتجاجية أمام مقر الشركة المعنية مطالبين إياها بضرورة إيجاد حل سريع وجذري لهذا المشكل الذي أرق المتساكنين طيلة فترة الصيف ومازال متواصلا إلى حد اليوم.
عديد الاهالي اتصلوا بالشروق للتعبير عن استيائهم من هذا الوضع.
السيد عبد الله غريسي (متقاعد من شركة فسفاط قفصة) أكد لنا أن نوعية الماء رديئة بشكل كبير وزادت على ما كانت عليه في السابق لدرجة أن المواشي رفضت شربه فما بالك بالبشر وقد أستنكر محدثنا الطريقة التي تتعامل بها الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه مع هذا المشكل. كما حمل السلط المحلية والجهوية تبعات ما سيحدث إذا لم يتم ايجاد حلول سريعة وناجعة لهذا المشكل. أما السيد لطفي عكرمي وهو من متساكني برج العكارمة فقد أكد لنا أن رداءة الماء وانقطاعه المتواصل دفع بالعديد من المتساكنين إلى شراء الماء من المزودين المتجولين وبالتالي يجد المواطن نفسه مجبرا على تخصيص جزء من الميزانية العائلية لشراء الماء وهذا الامر يثقل كاهله إضافة إلى دفع معاليم فاتورة الماء للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه.
ومن بين القطاعات المتضررة من انقطاع الماء ورداءته نذكر المخابز اذ عبر لنا العديد من أصحاب المخابز عن غضبهم واستيائهم من هذا المشكل فبالإضافة إلى رداءة الماء التي تؤثر سلبا على نوعية الخبز فان انقطاعه يعطل عملهم ويكلفهم خسائر مالية من حيث دفع أجور العمال وتوقف صنع الخبز. و قد أجمع العديد من متساكني معتمدية المظيلة على ضرورة ايجاد حلول سريعة وجذرية لمشكل التزود بالماء الصالح للشرب كما عبروا لنا عن عدم قبولهم للسياسة التي تم بها التعامل مع هذا الموضوع ورأوا فيها مزيدا من التهميش ويطالبون المسؤولين المحليين والجهويين والوزارة المعنية بضرورة فتح تحقيق في هذا الملف لتحديد المسؤول عن تأخر ربط معتمدية المظيلة بالماء الصالح للشرب.
كما أشاروا لنا إلى أن الامر قابل للتصعيد إذا تواصل الحال على ماهو عليه ولم يتم ايجاد حل في اقرب وقت ومن المهم الاشارة ان الماء «غير الصالح للشرب» قد انقطع مؤخرا لايام طويلة وعادت مظاهر التزود بالماء من الصهاريج محيلة على طرق بدائية ظن الناس انه تم تجاوزها منذ عقود وقد اكدت الجهات المسؤولة محليا ان الامور ستعود إلى نصابها قريبا وهو ما ينتظره المواطن لكن بشك خاصة وان الوعود تواترت سابقا ولم تكن النتائج ايجابية.