تقطن بمنطقة «سيدي امحمد» التابعة لعمادة العطاطفة من معتمدية عين دراهم 200 عائلة يرتزقون من الأعمال الظرفية للحضائر الغابية وبعض غراسات الخضر الموسمية، وهذه المنطقة النائية تبدو معزولة نظرا لغياب المسالك المعبدة ورداءتها فضلا عن افتقارها الى مقومات العيش الكريم فهل من تدخل لفك عزلة الأهالي؟ «سيد امحمد» تكون معزولة كل فصل شتاء عن باقي مناطق معتمديتي عين دراهم وطبرقة لعدم وجود طريق مهيأة ومعبدة يستعملها المواطنون ما جعل توفر وسائل النقل أمرا مستحيلا والى جانب الحالة الرديئة للمسلك الوحيد الذي توقفت أشغال تهيئته منذ مدة بعدما تم رصد اعتمادات لتعبيد 3,2 كلم منه قدرت ب646 ألف دينار فإن الجسر الذي يربط هذه المنطقة بالأماكن الأخرى ويفك العزلة عنها تآكلت أجزاء منه وأصبح متداعيا للسقوط في أية لحظة ويشكل خطرا محدقا عند المرور فوقه.
يقول السيد مختار زغدودي ممثل عن المجتمع المدني بسيدي امحمد «إن التنمية مفقودة بهذه المنطقة منذ أوائل الاستقلال وللنهوض بها لابد من تفعيل دور البنوك والهياكل الممولة للمشاريع الصغرى وتقليص الإجراءات المتعلقة بالقروض وتسهيل الحصول عليها ويتوجه إلى البنك التونسي للتضامن مطالبا إياه بإيجاد حلول جذرية لمديونية بعض الأشخاص الذين سبق لهم التمتع بمثل هذه القروض وعجزوا عن تسديدها».
أما السيد محسن الزغدودي عامل يومي فيضيف «إلى جانب رداءة المسلك فالمنطقة تفتقر إلى الماء الصالح للشرب منذ عدة سنوات ويطالب بتزويدها عن طريق الخزان الموجود بقرية صرى رابح والتابع للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه علما وأن إمكانية التزويد سهلة.
أما السيدة منيرة الجديدي فتؤكد على ضرورة النهوض بهذه المنطقة من الناحية التنموية والاعتناء بسكانها وإيجاد آليات تشغيل محلية, أما السيد النوري بن محمد الصادق فيضيف أن مشروع تزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب من العيون الموجود بالمناطق الجبلية المحاذية انطلق منذ مدة وتم مد العديد من القنوات الصغيرة لتزويد قرابة 500 عائلة حسب قوله بتكلفة قاربت 250 ألف دينار لكن الأشغال توقفت والعديد من الأنابيب أتلفت وجرفتها المياه.
أهالي منطقة سيدي امحمد الذين ما يزالون يعيشون بين الأمل والانتظار لتعبيد الطريق وبناء الجسر الذي سيفك العزلة عنهم وتزود منطقتهم بالماء الصالح للشرب فتنتهي معاناتهم اليومية.