قال مدير المركز القطاعي للتكوين في التقنيات الفندقية أن مطالبه المتكررة الموجهة إلى وزارة التكوين المهني والتشغيل قصد العناية بالمركز كلفته الإقالة من منصبه بصفة مفاجئة. المركز القطاعي للتكوين في التقنيات الفندقية الكائن بمنطقة السلوم التابعة لمنطقة بوفيشة من ولاية سوسة يُعد من المراكز العريقة في تكوين تقنيي وأعوان الأنشطة السياحية المختلفة، وقد تخرج منه طيلة السنوات الماضية مئات المختصين في هذا المجال الذين يشتغلون في أعرق المؤسسات السياحية والفنادق بالبلاد. لكن رغم ذلك، أصبحت وضعيته حسب مديره المقال حديثا لطفي بن خضرة المهذبي في خطر بسبب تردي حالة المبنى وتجهيزات الدراسة والمبيت داخله بشكل لم يعد يسمح بمزاولة التكوين فيه بشكل طبيعي.
ويضيف المتحدث أن المعاينات التي تقوم بها بين الحين والآخر المراقبة الصحية ومصالح الحماية المدنية في السنتين الأخيرتين تكشف أن وضع المركز في خطر وما قد يتسبب فيه ذلك من تهديد لصحة وحياة المتكونين به ومن تعطيل للسير العادي لدروس التكوين.
مخاطر بالجملة
تكشف شهادة صادرة في 23 أوت 2012 عن المدير الجهوي للحماية المدنية بسوسة وجود عديد الاخلالات داخل المركز ما قد يتسبب في مخاطر عديدة. ومن هذه الاخلالات مثلا عدم وجود أبواب عازلة للحريق وتعطب الحنفية القاطعة للغاز وجهاز قطع الكهرباء وعدم صيانة حنفيات اطفاء الحرائق وعدم وجود أجهزة لكشف تسرب الغاز بالمطبخ وعدم دقة شبكة الانذار وكشف الدخان عند حصول الحرائق وعدم وجود صيانة دورية لشبكات الماء والكهرباء والغاز.
أما المصلحة الجهوية لحفظ صحة الوسط بسوسة فتكشف في تقرير لها يعود إلى 27 أكتوبر 2010 عن وجود اخلالات صحية خطيرة بسبب عدم وجود منظومة نظافة واضحة بالمطبخ وبأماكن غسل الأواني والخضر وبأماكن التخزين والتبريد والتجميد وحفظ الأكلات وبأماكن غسل الأيدي للمتكونين . إضافة إلى عدم أخذ الاحتياطات اللازمة في ما يتعلق بالمرض إلى غير ذلك من الاخلالات الاخرى.
وقد حصلت حادثة خطيرة بالمركز منذ حوالي شهر وتحديدا يوم 10 أكتوبر 2012 تمثلت في تسرب الغاز مما أدى إلى غلق المركز والاقتصار فقط على الجانب النظري وفق ما أوصى به خبراء دوليون قاموا بمعاينة الاضرار يوم 24 أكتوبر واتفقوا على ان عدة تجهيزات بالمركز أتلفت وتضررت بشكل لم يعد معه بالامكان مواصلة الدروس التطبيقية فيه إلا بعد اصلاحها.
مراسلات عديدة
وقال لطفي المهذبي انه لطالما نبه الوزارة والوكالة التونسية للتكوين المهني إلى هذه النقائص والاخلالات الخطيرة حتى يقع تفاديها عبر توفير الاعتمادات المالية اللازمة لذلك خاصة أنه يعتبر المسؤول الاول قانونيا وقضائيا في صورة حدوث مكروه لا قدر الله. لكن قوبلت كل طلباته بالرفض حسب ما ذكره وزادت وضعية المركز ترديا مما أصبح يتسبب في تعطيل السير العادي لنشاط التكوين داخله خاصة والأمر يتعلق بقطاع حساس كالسياحة فضلا عما سيسببه كل ذلك من مخاطر صحية للمتكونين.
الفاكس الأخير كلفه الإقالة
ختم المتحدث بالقول إن مساعيه العديدة لتفادي هذه الإخلالات والمخاطر كلفته الإقالة من منصبه كمدير للمركز المذكور وذلك عوض ان تقع معالجة المشكل الرئيس. وذكر انه راسل يوم 7 أكتوبر المدير العام للوكالة التونسية للتكوين المهني عبر الفاكس ليُجدد له طلباته في إيلاء العناية اللازمة بالمركز. وقد كانت هذه المراسلة في حدود الساعة 7 و 56 دقيقة حسب وثيقة الفاكس .
لكنه تفاجأ على الساعة التاسعة و 8 دقائق من اليوم نفسه (أي بعد حوالي ساعة و 12 دقيقة) بمراسلة ترد عليه من الوكالة التونسية للتكوين المهني تفيد بإعفائه من مهامه كمدير للمركز وتحمل هذه المراسلة امضاء الوزير دون وجود طابع الوزارة وهو دليل حسب رأيه على ان القرار تم اتخاذه بطريقة سريعة وعشوائية بسبب كثرة مطالبه وانتقاداته وتذمراته المتواصلة من تباطؤ الوزارة في تحسين وضعية المركز. واعتبر انه كان كبش فداء لتباطؤ الوزارة في تسوية وضعية المركز.