أعلنت «جماعة التوحيد والجهاد» عزمها إقامة إمارة إسلامية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها شمال مالي وهو ما يوفر سببا اضافيا للتدخل العسكري الدولي أو الافريقي و يعجل به. فقد عقد قادة جيوش دول غرب افريقيا اجتماعا «حربيا» وصف بالخطوة الأخيرة قبل الحرب . وأفادت صحيفة «الشروق» الجزائرية أن وفد جماعة أنصار الدين غادر الجزائر الخميس، بينما يرى مراقبون أن موقف حركة التوحيد والجهاد عاملُ تأزيمٍ يشوِّش على مساعي الجزائر والمجموعة الإفريقية والدولية.
وهددت جماعة التوحيد والجهاد التي تختطف دبلوماسيين جزائريين منذ أشهر بمحاربة «الأنظمة المرتدة»، لا سيما في الدول المجاورة لشمال مالي، طبعًا تأتي الجزائر على رأسها.
إمارة اسلامية
وسبق لهذه الجماعة أن اعتدت على الجزائر مرتين خلال التفجيرين اللذين استهدفا مقرين للدرك الوطني بتمنراست وورفلة، كما أنها متهمة باختطاف أجانب من مخيمات الصحراويين.
و زادت الجماعة من تهديدها باعلان اعتزامها إقامة امارة اسلامية في شمال مالي . ويخص هذا التهديد دولة مالي التي باتت معرضة لمزيد التقسيم و كذالك الدول المجاورة وأهمها الجزائر و موريتانيا. وبخصوص التدخل العسكري الذي يجري التحضير له، قالت جماعة التوحيد والجهاد: إن التدخل العسكري الذي ينوي «حلف الشيطان» القيام به في المنطقة سيفشل، وسيكون محفزًا لكثير «من أبناء هذه الأمة للحاق بدرب الجهاد والقتال إلى جانب إخوانهم»، على حد تعبير الجماعة. وكانت جماعة أنصار الدين إحدى الجماعات الإسلامية المسلحة التي تسيطر على شمال مالي قد أعلنت أنها ترفض «التطرف و الارهاب».
حرب وشيكة
و في الأثناء بدأت نذر التدخل العسكري الجماعي لمواجهة الميليشيات الأصولية المتطرفة في مالي في التحقق، حيث أفادت تقارير واردة من العاصمة باماكو بأن رؤساء أركان جيوش تجمع دول غرب أفريقيا إيكواس التي تضم في عضويتها 16 دولة من بينها مالي قد اختتموا اجتماعاتهم في باماكو في السادس من الشهر الجاري لوضع خطة التحرك العسكري فى شمال مالي..
وجاءت اجتماعات رؤساء أركان (إيكواس) لوضع تصور للتدخل العسكري المحتمل بعد يومين فقط من اجتماعات شهدتها مدينة ميلانو الإيطالية للخبراء الأمنيين والعسكريين المعنيين بقضايا العنف والإرهاب واستغرقت أسبوعا.
وتسعى مالي من خلال كافة المحافل الدولية لإعداد العدة لإعادة بسط سيطرتها على مناطقها الشمالية وبكل ما يمكن من وسائل عسكرية أو مخابراتية ويلعب الجنرال المالي سوميلا باكيوكو منسق شئون مكافحة الإرهاب ورئيس هيئة الأمن الوطني المالية دورا مهما في هذا الصدد.
ومن المتوقع أن تنتهي خطوات وضع المخطط التنفيذي لتطهير شمال مالي بكافة جوانبه قبل السادس والعشرين من شهر نوفمبر الجاري وهو تاريخ عرض هذا المخطط على مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لاعتماد خطط التنفيذ وإنزالها في صورة عمليات على أرض الواقع في شمال مالي.
و قد ناقش وزراء الخارجية والدفاع في دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا أمس الأول في اجتماع مغلق في العاصمة النيجيرية أبوجا خطة تدخل مسلح في شمال مالي تنص على نشر 5500 جندي بينهم عناصر من خارج منطقة غرب افريقيا.
ومن المتوقع ان يصادق وزراء الدول ال15 الاعضاء في المجموعة على مشروع اعده رؤساء اركانهم ومن المقرر احالته اليوم الاحد الى قادة دول وحكومات غرب افريقيا خلال قمة لهم بابوجا.