المدرب عمر معمر من الاطارات الفنية الناجحة الذي قدم جليل الخدمات لفريقه الام شبيبة القيروان سواء كلاعب في الثمانينات والتسعينات أو كفني سبق له وان حقق النتائج وحصد عديد الالقاب مع اصناف شبان الشبيبة أو كمدير فني لهذه الأصناف خلال العشرية الاخيرة... معمر عاش أيضا الفترة الذهبية لاكابر شبيبة القيروان في تجربة ثنائية مع المدرب ابن الجمعية احمد الكافي وكمساعد مع عديد المدربين الذين مروا على الشبيبة على غرار مدرب المنتخب الوطني الحالي عادل التلاتلي حينها كانت الشبيبة مسيطرة على الساحة واعتلت منصة التتويج في أكثر من مناسبة خاصة في بداية العشرية الأخيرة حيث حصدت الشبيبة 5 القاب متتالية بطولتان وكأسان وكأس مغاربية...
«الشروق» التقت المدرب عمر معمر وحول الوضع المتأزم والمتردي الذي تعيشه السلة الاغلبية خلال المواسم الاخيرة على غرار بداية هذا الموسم قال هذا الفني أن ازمة الشبيبة وانهيارها خلال المواسم الماضية مرده اهمال المسؤولين للعمل القاعدي وغياب العناية والتأطير بالمواهب الشابة بعد أن كانت «الجي ا س كا» مدرسة عريقة في انجاب نجوم كرة السلة التونسية عززوا المنتخب الوطني وحصدوا عديد الالقاب على غرار واصف كشريد - رضوان سليمان – مروان كشريد – عاطف ماوة – مروان لغنج... .
وبفضل ابنائها سيطرت على البطولة الوطنية لكرة السلة اكثر من نصف عقد وحصدت ألقابا سجلها التاريخ وستبقى في ذاكرة احباء وجماهير الاخضر والابيض التي لا تختلف في انها خسرت فريقا كبيرا ومنافسا عتيدا وعنيدا على الالقاب المحلية وحتى العربية نتيجة السياسات الفاشلة للهيئات المديرة المتعاقبة التي ضربت عرض الحائط نداءات أنصار الشبيبة الذين طالبوا بإعادة الاعتبار لهذه المدرسة التي من المؤسف جدا أن نراها في المواسم الاخيرة تنهار بجميع اصنافها حتى بلغ بها الامر إلى اللعب في مجموعة تفادي النزول...
وهذا في اعتقادي خطا تاريخي لا يغتفر لأنه لا يعقل مثلا أن يتنازل الترجي الرياضي التونسي أو النجم الرياضي الساحلي أو النادي الافريقي أو النادي الرياضي الصفاقسي بمحض إرادته عن اللعب من أجل حصد الالقاب...
أما اتخاذ الوضع المادي كمبرر لهذه السياسة الفاشلة فهذا من غير المنطق ولا يقبله العقل خاصة وان اهل القرار في الشبيبة زادوا الطين بلة بقرارات غريبة ساهموا من خلالها في تفريغ الفريق من رصيده البشري واستنزاف طاقته بالتفريط بالبيع في ابرز اللاعبين حتى اصبح الفريق يفتقد إلى اصحاب الخبرة وابرز اللاعبين الموهوبين مقابل بضعة ملايين لاتغني ولا تسمن من جوع...
وأضاف معمر أن التعويل على الاطار الفني القيرواني أعطى أكله حيث أن أبرز اللاعبين الذين انجبتهم الشبيبة كانوا من خريجي المدرسة القيروانية لحما ودما واشار في ختام حديثه أن كل قيرواني غيور على هذه اللعبة لابد أن يطلق صيحة فزع ليطالب برد الاعتبار لسلة الشبيبة حتى تعود للمنافسة على الادوار الاولى وهذا ليس بعزيز على رجالات القيروان ومحبي هذه اللعبة... ختم حديثه بتوجيه اسئلة إلى المشرفين على سلة الاغالبة: ما الداعي لتهميش افضل تجربة في لعبة كرة السلة في تونس والبحث عن تجارب جديدة من مدارس فاشلة؟ وإلى متى ستظل العناية بأصناف الشبان معنويا وماديا مفقودة؟