تعرض قطاع غزة، فجر امس، ل«حمم» من النيران التي اطلقتها الطائرات الحربية الإسرائيلية مخلفة مزيدا من الشهداء والجرحى بينما امطرت المقاومة كيان الاحتلال ومستوطناته بنحو 400 صاروخ وتبنت في نفس الوقت تفجير جيب عسكري اسرائيلي. واكدت مصادر اعلامية ان «حالة من الهلع انتابت السكان نتيجة الغارات المكثفة، والتي وصل عددها إلى 200 غارة في أقل من ساعة»، فيما أعلن بيان لوزارة الصحة الفلسطينية، صباح امس ، ارتفاع عدد شهداء عملية «عمود السحاب» الإسرائيلية ضد القطاع إلى 18 فلسطينيًا، فضلاً عن إصابة نحو 250 آخرين معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين.
غارات متجددة
وأكدت مصادر محلية أن بعض الغارات استهدفت مواقع تدريب تابعة لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة «حماس»، شمال غرب غزة، كما استهدف القصف أراضي فارغة شمال المدينة، في مناطق يطلق عليها أسماء «الكرامة»، و«المقوسي»، و«السودانية».
وفي حي تل الهوى، جنوب مدينة غزة، قصفت طائرات الجيش الإسرائيلي مقر وزارة الداخلية (الشق المدني)، مما أسفر عن تدميره بالكامل، كما شنت الطائرات غارات على حي الزيتون جنوبالمدينة، تركزت في غالبيتها على أراض فارغة..
وتكرر السيناريو نفسه في كل مدن قطاع غزة، حيث أفادت مصادر محلية بتعرض مدن رفح وخان يونس، جنوب القطاع، ومحافظة شمال قطاع غزة لعشرات الغارات، استهدفت غالبيتها مناطق زراعية.
واستهدفت إحدى الغارات في مدينة خان يونس منزل القيادي في كتائب القسام، محمد السنوار، مما أدى لتدمير المنزل بشكل كامل، دون أن يسفر ذلك عن وقوع إصابات. وبدأت إسرائيل الاربعاء الماضي عملية عسكرية ضد قطاع غزة، أطلقت عليها اسم «عمود السحاب»، افتتحتها باغتيال قائد الجناح المسلح لحركة حماس، أحمد الجعبري. وذكر مصدر امني اسرائيلي ان اصوات انفجارات سمعت في مدينة ايلات جنوب اسرائيل
وأوضح مردخاي أن فصائل المقاومة الفلسطينية اطلقت 400 صاروخ وقذيفة هاون من شمال ووسط وجنوب قطاع غزة منذ بدء الهجوم عصر الاربعاء الماضي، بينما قصفت قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية 250 هدفا ليصل عدد الأهداف التي تعرضت للقصف في قطاع غزة منذ بدء العملية 500 هدف.
وادعى ان الأهداف التي تعرضت للقصف ليست مجرد مقرات خالية ومواقع مهجورة بل استهدفت منصات لإطلاق الصواريخ متوسطة وطويلة المدى، مشيرا إلى أن من الأهداف التي تعرضت للقصف هي محطة للكهرباء بجوار منزل رئيس وزراء غزة اسماعيل هنية ومنزل قائد حماس في جنوب قطاع غزة محمد السنوار الذي لم يكن متواجدا في منزله ومقرا للامن الداخلي في غزة. كما ادعى الجيش الاسرائيلي تدمير ثمانية انفاق قرب الجدار الالكتروني المحيط بغزة يستخدمها المقاومون لشن هجمات على قوات الجيش المتواجدة على حدود القطاع. وفي إطار هذه الادعاءات قال الجيش إن عدد عمليات إطلاق الصواريخ انخفض بشكل ملحوظ أمس مقارنة باليوم الذي سبقه وأن القبة الحديدية تمكنت من اعتراض 140 صاروخا منذ الاربعاء الماضي.
المقاومة بالمرصاد
اكدت القناة العاشرة الاسرائيلية اخبار كتائب القسام التي اعلنت فيها عن استهداف «تل ابيب» بصواريخ محلية الصنع كما أعلنت عن استهداف تل ابيب بصواريخ محلية الصنع واكدت القناة العاشرة ان صفارات الانذار سمعت في غوش دان قرب تل ابيب. وذكرت مصادر اسرائيلية ان صاروخا فلسطينيا اصاب فندقا مكتظا في مدينة عسقلان. وفي تطور اخر اعلنت كتائب القسام قصفها لمقر الكنيست الاسرائيلي في القدس وذكرت قناة الاقصى التابعة لحركة حماس ان صواريخ المقاومة وصلت الكنيست الاسرائيلي وانه تم اصابته بشكل مباشر وقالت القسام في بيان بثته قناة الاقصى انها قامت بضرب صواريخ بعيدة المدى على الكنيست الاسرائيلي. وهددت القسام بوصول صواريخها الى مدينة حيفا
ياتي ذلك بعد وصول صواريخ المقاومة الفلسطينية الى ريشون لتسيون قرب تل ابيب واعلان كتائب القسام وسرايا القدس مسؤوليتهما عن قصف تل ابيب بصواريخ محلية الصنع
من ناحية ثانية، أعلنت كتائب عز الدين القسام أنها أسقطت طائرة استطلاع إسرائيلية عندما كانت تحلق في سماء غزة، وبثت صورا للطائرة بعد سقوطها. كما أعلنت كتائب القسام عن إطلاق صاروخ أرض جو تجاه طائرة حربية كانت تغير على أهداف في غزة، وذلك في إطار عملية «حجارة من سجيل» التي أطلقتها ردا على العدوان الإسرائيلي. من ناحية أخرى قالت مصادر صحفية إن انفجارا وقع بضواحي تل أبيب جراء سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة، وفي وقت سابق قال الجيش الإسرائيلي إن صاروخا سقط على ضاحية رشون لتسيون جنوب تل أبيب.
من جهتها صرحت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي بأن صاروخا أطلق من قطاع غزة سقط على بعد نحو 12 كيلومترا جنوبي تل أبيب وعلى بعد نحو خمسين كيلومترا شمالي القطاع. وتبنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قصف تل أبيب بصاروخ «فجر 5». وأضافت في بيان أنها وسعت نطاق المعركة لتصل إلى تل أبيب وأن «القادم أعظم».
ضرب غزة ورقة «نتنياهو» الرابحة بالانتخابات رأت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن هذه المعركة الشرسة الدائرة بين غزة وإسرائيل ليس الهدف منها عسكريًا إنما سياسيًا. وأوضحت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، اتخذ منها مجالا يمكنه من الوصول إلى قلوب الإسرائيليين، وأداة للتخلص من منافسه «إيهود أولمرت» في انتخابات الكنيست المقررة في 22 جانفي القادم..
وحللت الصحيفة الوضع الحالي والأسباب التي أدت إلى شن هذه الحرب في مثل هذا الوقت، مؤكدة أن أعمال العنف المندلعة بين غزة وإسرائيل ستزرع الكراهية في نفوس الأجيال القادمة، وأن هذه الحرب تشعرنا وكأننا في فيلم رعب شاهدناه من قبل. وتابعت الصحيفة قائلة: «بالإضافة إلى ما سبق ذكره، فإنه بعد انتهاء السباق الرئاسي وفوز الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، وانتظار إسرائيل لانتخابات الكنيست، بدأ صبر القيادة الإسرائيلية ينفد تجاه تجدد الضربات من جانب صواريخ حماس.