قال محمد المنصف المرزوقي الرئيس المؤقت في زيارة عمل أداها يوم أمس الاربعاء إلى ولاية المهدية إن «الأحلام» التي بشّرت بها الثورة بدأت تتبخّر وهو ما أدى إلى إحباط المواطن. وأكد رئيس الجمهورية المؤقت في كلمته التي ألقاها بمقر ولاية المهدية أمام عدد من المواطنين، وأعضاء المجلس التأسيسي، وممثلي منظمات المجتمع المدني أن المصاعب التي تعاني منها ولاية المهدية مثل البطالة، والتنمية، وضعف الاستثمار، ورداءة الخدمات، والمشاكل العقارية هي من مصاعب تونس ككل، مشيرا أن ولاية المهدية تُحسب خطأ على الولايات الساحلية المحظوظة نسبيا بينما هي في الحقيقة تنتمي إلى الولايات الداخلية.
وأضاف أن «الأحلام» التي وعدت بها الثورة بدأت تتلاشى مما أدخل الشعور بالإحباط في صفوف المواطنين بسبب بطء نسق التنمية والتغيير بعد مرور قرابة سنتين من اندلاع شرارة الثورة من خلال ذلك السؤال الذي ما انفك يتردد على ألسنة البعض ماذا ربحنا من الثورة؟
وشدّد السيد المرزوقي على أن تونس كانت ستصل إلى مرحلة يستعصي فيها العلاج لو تواصل النظام السابق مدة خمس سنوات أخرى بالنظر إلى استفحال الفساد، وحالة التفكك على مختلف المستويات الأمنية والقضائية والاقتصادية، أما بعد قيام الثورة فإن الدولة بصدد التعافي رغم الثغرات والأخطاء وهي اليوم تمر بفترة نقاهة قبل بلوغ مرحلة التعافي بإرساء دعائم دولة يحكمها القانون.
وفي سياق متصل ألقى رئيس الدولة المؤقت بالمسؤولية على عاتق المجلس الوطني التأسيسي الذي عليه حسب قوله أن ينهي هذه المرحلة الانتقالية بأقصى سرعة ممكنة بإكمال صياغة الدستور، وتركيز الهيئات العليا المستقلة للإعلام، والقضاء، والانتخابات ثم المرور إلى مرحلة البناء والتشييد التي ستكفل لتونس الازدهار والتقدم خلال خمس سنوات قادمة.
وفي ختام كلمته طالب الشعب بالصبر، والابتعاد عن المطلبيّة المفرطة التي تفوق إمكانات الحكومة بعد التركة الثقيلة التي ورثتها عن النظام البائد، وكذلك عدم الاستسلام للإحباط لأن الثورة أهدت المواطنين أثمن ما في الوجود.. الحرية والكرامة.