تحويل نواة الزيتون أو «الفيتورة» الى فحم بيولوجي، الاقتصاد في الطاقة بنسبة 75 بالمائة، صناعة اللافتات الفوطوضوئية واستغلال الطاقة الشمسية للتنوير وغيره، تلك هي المشاريع التي نالت الجوائز الأولى لمركز أعمال صفاقس. للتعريف بهذه المشاريع الايكولوجية والمقتصدة للطاقة، نظم مركز أعمال صفاقس صباح أمس الثلاثاء ندوة صحفية حضرها أصحاب المشاريع رشاد المصمودي الجائزة الثانية وفوزي العش الجائزة الثالثة
في حين تغيبت صاحبة الجائزة الاولى مروى عجم ونيابة عنها عرف بمشروعها الصناعي البيئي حمادي العكروت .
المشاريع الثلاثة التي حظيت بالجوائز الأولى لمركز أعمال صفاقس كانت من ضمن 11 مشروعا إيكولوجيا ومقتصدا للطاقة، وقد فضلت لجنة التحكيم المتكونة من مختصين اسناد الجوائز الأولى وقيمتها 22 مليونا لهذا الثالوث وقد تحصلت مروى عجم على 10 آلاف دينار في حين تحصل رشاد المصمودي على 7 آلاف دينار وتحصل فوزي العش على 5 آلاف دينار حسب تأكيدات السيدة اكرام مقني مديرة المركز.
في بداية اللقاء الاعلامي، ألقت السيدة مقني الأضواء على الأسبوع العالمي لبعث المشاريع الذي انتظم بصفاقس خلال الأسبوع الفارط بهدف التعريف بامكانيات وامتيازات بعث المشاريع في مختلف القطاعات ومجالات النشاط وكذلك التعريف بمختلف خدمات الاحاطة والمرافقة والمساندة التي يوفرها المركز للباعثين والمستثمرين والراغبين في بعث مشاريع.
وقد تجلت مساهمة مركز أعمال صفاقس في الاحتفال بالأسبوع العالمي لبعث المشاريع بعديد التظاهرات من أبرزها ملتقى حول الاقتصاد الأخضر وملتقى حول برنامج دعم القدرة التنافسية وتسهيل النفاذ للأسواق ومسابقة لأفضل مخططات أعمال مشاريع ايكولوجية وخيمة تحسيسية حول الاقتصاد الأخضر تنظيم خيمة للمشاريع الايكولوجية.
المتحصلون على الجوائز الأولى وقبل تقديم مشاريعهم تحدثوا عن الاحاطة التي حظيوا بها من مركز أعمال صفاقس، وهي الاحاطة التي تجاوزت الجانب الاداري لتتحول الى احاطة انسانية شجعت الباحثين والمستثمرين على الانطلاق في مشاريعهم التي تستحق المزيد من الدعم من الجهات المعنية لتنفيذها . «الفيتورة» للاستعمال المنزلي والصناعي
ونيابة عن صاحبة الجائزة الأولى مروى عجم، بين حمادي العكروت أن مشروعها يقوم على تحويل نواة الزيتون الى فحم بيولوجي، مبرزا انه في القريب العاجل ينطلق المشروع الذي بلغت تكلفته 4 مليارات و400 ألف دينار بتمويل ذاتي ومساهمة من شركات المخاطرة مع بعض القروض البنكية وغيرها . المشروع سينطلق بمدينة الجم من ولاية المهدية قريبا على مساحة تقدر ب 12 ألف متر مربع ويدخل مرحلة الانتاج خلال شهر جويلية من سنة 2013 ويوفر 26 موطن شغل قار .
طاقة الانتاج تقدر ب550 ألف طن في العام من نواة الزيتون «الفيتورة» التي ستتحول ودون تلويث للبيئة الى فحم للاستعمال المنزلي والصناعي، وهو موجه للتصدير، والعقود في هذا الشأن جاهزة مع عديد الدول الأوروبية .
طاقة انتاج مادة الفيتورة في تونس تقدر سنويا ب120 مليون طن، وهي اما تعصر عصرة ثانية لاستخراج الزيت أوتوجه الى أوروبا لتباع بسعر 45 مليم للكيلوغرام الواحد لاستعمالها في مواد التجميل وغيره من الاستعمالات، ويبدوان تصديرها بهذا السعر لن يتواصل باعتبار أن هذا المشروع سيحتكر لاحقا كمية من «الفيتورة» مع امكانية بعث مشاريع أخرى تتحدث عن صناعة «اللوح» من هذه المادة . الاقتصاد في الطاقة
المشروع الثاني للشاب رشاد المصمودي يعمل على الاقتصاد في الطاقة وهو مسجل في 168 دولة، والهدف منه هو الاقتصاد في الطاقة والقضاء على التلوث الضوئي كما قال صاحبه .
المشروع يقوم على تركيز آلة في 3 أعمدة كهربائية على كل 4 أعمدة، هذه الآلة تتحكم في وقت الاضاءة على كامل اليوم، ثم انها لا تعطي اشارة اشعال النور الكهربائي الا قبل المرور من المكان ب 15 مترا، مما يعني ان الفانوس العمومي يبقى في وضعية عدم تشغيل، وعند دنو الشخص أو وسيلة النقل منه يشتعل النور .
الدراسات تؤكد ان المشروع مقتصد بنسبة 75 بالمائة، وتكلفة الآلة لا تتجاوز ال120 دينارا، ومع ذلك لم تتشجع بلدياتنا بعد لتركيزه في الشوارع التابعة لها بالرغم من أن صاحب المشروع لا يطلب خلاصا أوتسبقة، بل ان الخلاص يكون مؤجلا من خلال ما تقتصده البلدية أوالمؤسسة الصناعية أوغيرها .
مشروع الاقتصاد في الطاقة للتونسي رشاد المصمودي لقي استحسانا كبيرا من عديد العواصم الأوروبية، وينتظر أن يتم تسويقه قريبا مع انطلاق في الانتاج خلال سنة 2013 .
المشروع الثالث لا يقل أهمية عن سابقيه، فصاحبه فوزي العش درس واشتغل بفرنسا، ومن خلال عمله انتبه الى امكانية تطوير «اللاقطات الشمسية» وتطويعها لطبيعة المناخ التونسي، صحيح أن التجربة سابقة في تونس من خلال اللافتات الفوتوضوئية المستوردة من الصين أوألمانيا، وصحيح ان التجربة أكدت جدواها، لكن تطويرها وتصنيعها في تونس يبقى هو الأساس لضمان استعمالها وانتشارها بتكلفة أقل واكثر جدوى .
تكلفة المشروع تقدر ب 3 مليارات و700 ألف دينار، وصاحب المشروع مازال يبحث عن التمويل لضمان صناعة تونسية بأقل تكلفة في البيع ومقتصدة بنسبة 100 بالمائة تقريبا في الطاقة وتمكن من توفير 30 موطن شغل قار عند بداية المشروع .
هي مشاريع ايكولوجية ومقتصدة للطاقة واضحة المعالم وتأثيرها البيئي وقدرتها على التشغيل لا يمكن التشكيك فيها، والمطلوب التمويل وتدعيم هذه الطاقات الشابة وتذليل الصعوبات أمامها .
مديرة المركز إكرام مقني، انطلقت في سلسلة من اللقاءات لتنظيم يوم علمي مالي مع المؤسسات المالية وغيرها للنظر في امكانية تمويل هذه المشاريع وغيرها من المشاريع البيئية والمقتصدة للطاقة والتي تقدم أصحابها لمسابقة مركز اعمال صفاقس ولم يسعفهم الحظ رغم أهمية مشاريعهم .