احتضنت مدينة المنستير مؤخرا لقاء التعاون التونسي الفرنسي الذي شارك فيه 114 ممثلا عن بلديات تونسية وفرنسية إضافة إلى عديد الشخصيات الوطنية والأجنبية وكان اللقاء فرصة لإحياء مشروع التوأمة المبرم بين بلدية المنستير ومقاطعة الرون ألب. وفي إطار الاستعداد لتجديد هذه الاتفاقية التي مازالت قائمة بين الطرفين انعقدت منذ أيام بمقر الولاية جلسة عمل أشرف عليها والي الجهة الحبيب ستهم وحضرها من الجانب التونسي ثلاثة من ممثلي الولاية في المجلس الوطني التأسيسي وممثلو الإدارات الجهوية ومن الجانب الفرنسي فيرونيك موريرا نائبة رئيس المجلس الجهوي لمقاطعة الرون ألب الفرنسية ووفد مرافق لها.
وأوضح كاتب عام الولاية خالد اليونسي أن شراكة المنستير مع مقاطعة الرون آلب الفرنسية بدأت سنة 1984 وبرزت في بدايتها من خلال التعاون في قطاع التعليم العالي سنة 1986 ثم ما انفكت تتدعم لتشمل العديد من القطاعات وخاصة منها الاقتصادية والتربوية والثقافية والصناعية .
وقال إن الشراكة أثمرت تعاونا ثنائيا بين المدينتين برز من خلال جملة المشاريع والبرامج التي تم إحداثها على غرار بعث مخبر لتحليل الحليب سنة 2000 ساهم في تحسين جودة منتوج الحليب بالجهة وإعداد مشروع التحديد الجغرافي للمصدر ( IJP ) لزيت الزيتون بجهة المنستير وتركيز مشروع تربية الماعز من سلالة فرنسية بمركز التكوين المهني بجمال وبعث مركز للتكوين المهني سنة 1997 في مجال الخياطة والملابس الجاهزة.
ومن جهتها أكدت موريرا أن الروابط التي تجمع التونسيين والفرنسيين قديمة ومتأصلة في الشعبين وقد ساهمت في نجاح علاقات التعاون التي استفاد منها مجموعة من الطلبة والأساتذة الذين قاموا بتطوير بحوثهم وتبادل الخبرات. وأضافت أن التعاون الثنائي بين ولاية المنستير ومقاطعة الرون آلب الفرنسية سيرتكز في الفترة المقبلة أساسا على مقاومة الفقر والخصاصة ودعم المسار الديمقراطي والعمل على تحقيق المساواة بين المرأة والرجل .
وشددت على ضرورة وضع إطار للتعاون بين الجهتين بهدف تبادل الخبرات وبعث مؤسسات صغرى وإحداث مشاريع فلاحية تتعلق بتكوين اليد العاملة المختصة خاصة أن جهة الرون ألب لها تقاليدها في مجال التكوين وبإمكانها مد يد المساعدة.
وأضافت نائبة رئيس المجلس الجهوي لمقاطعة الرون آلب الفرنسية أنه يجب أن تستفيد الجهات الداخلية المحرومة من هذه العلاقات بكيفية تساعدها على خلق فرص جديدة للاستثمار والتشغيل وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وعلى هامش جلسة التوجيه والمتابعة زار الوفد الفرنسي معصرة زيتون لإنتاج الزيوت البيولوجية ومركز التكوين الفلاحي بمدينة جمال وتعرف على خصائص التكوين التي يوفرها المركز كما زارت المكلفة بالعلاقات الدولية ومديرة التعليم العالي بجهة الرون آلب الفرنسية فرجيني روالت جامعة المنستير والمدرسة الوطنية للمهندسين وكلية العلوم وكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان والمعهد العالي لمهن الموضة والمدرسة السياحية بهدف الاطلاع على فرص التعاون وتبادل الخبرات بين الجهتين في هذا المجال.
وعبر الحاضرون عن ضرورة تعزيز علاقات التعاون القائمة بين الجهتين في القطاعات الممثلة على غرار الفلاحة والثقافة والسياحة والتعليم العالي وقدموا عدة مقترحات للتعاون مع جهة الرون ألب في هذه المجالات.
كما دعوا في النهاية إلى ضرورة التنسيق والمتابعة لإنجاح هذه العلاقات الثنائية في انتظار ضبط موعد لتجديد الاتفاقية للفترة الممتدة بين 2013 و2015 وإمضائها بجهة الرون آلب الفرنسية في قادم الأيام.