تجمع صباح امس موظفو ولاية سليانة ببهو الولاية معلنين إضرابا مفتوحا إلى حين اتخاذ تدابير في شأن ما تعرضت له زميلتهم الكاتبة العامة للنقابة الأساسية من اعتداء على يد مدير مكتب الوالي اثر فوزها في انتخابات الودادية. الحادثة كما رواها الاتحاد الجهوي للشغل تفيد بأن ردة فعل إبراهيم الزناقي كانت عن اثر فوز السيدة سميرة الفرجاوي في انتخابات الودادية على حسابه. ومنذ أن تم نقل السيدة المذكورة إلى المستشفى في حالة إغماء دخل أعوان وموظفو الولاية في إضراب مفتوح الى حين اتخاذ التدابير اللازمة في شأن المعتدي.
وشهد مقر الولاية إضرابا إلى حدود الساعة العاشرة صباحا حيث وقف المضربون جنبا الى جنب مع المواطنين في بهو الولاية معلمين إياهم بحالة الإضراب وأسبابه, هذه الأسباب أقنعت المنتفعين بالولاية كمرفق عام وفيهم من ساند التحرك.
وفي حوالي الساعة العاشرة التحق بعض من أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بالولاية بعد أن قرروا البارحة مساندة الإضراب وشرعية التحرك الذي تزامن مع إضراب قطاع التربية.
واعتبر الطرف النقابي أن إحداث خطة مدير مكتب الوالي في حد ذاتها على خلاف ولايات الجمهورية امر مرفوض وحمل الاتحاد الجهوي مسؤولية ما حصل للوالي الذي وعد الموظفين بمتابعة السيد إبراهيم الزناقي فقط في صورة رفعهم للإضراب.
غادر عديد المواطنين مقر الولاية حين تأكدوا من استحالة قضاء حوائجهم. في ذات الوقت لم يتمكن الطرف النقابي من الوصول إلى حلول ترضيه والمضربين مما ولد حالة احتقان شديد لدى الموظفين وخاصة النقابيين.
وشكل حضور وفد من جمعية المعطلين عن العمل دافعا لتحول الحركة الاحتجاجية إلى مكتب الوالي حيث اقتحم الموظفون المكتب وسمحوا لكل المحتجين بالدخول. الحضور الأمني المكثف تمكن من حماية الوالي جسديا لكنه لم يستطع أن يمنع الغضب الشعبي من رفع شعارات معادية لشخص الوالي وللحكومة وحتى لحركة النهضة, بعض الحضور من الحركة المذكورة تمادوا أيضا في شتم شخص الوالي.
بعض الموظفين استندوا الى وجود عديد الملصقات والكتب البنفسجية التي كانت على مكتب الوالي والتي تحمل صور الرئيس المخلوع ووصفه بأنه من بقايا النظام البائد. الجو غلبت عليه الحماسة والشعارات والنشيد الوطني وخاصة شعار «ديقاج» وهتافات وزغاريد, وطالب رجال الأمن الإذن من وكيل الجمهورية لإخراج الوالي حتى لا يحصل ما لا يحمد عقباه. غير أن بعض الاتصالات الهاتفية للوالي جعلت وكيل الجمهورية يعدل عن منح هذا الإذن.
فاختلفت ردود أفعال المحتجين بين مطالبين بإخراجه بالعنف والمحافظة على سلمية التحرك.