ومن اهمها الحضائر الظرفية التابعة لمصالح الغابات وقطع الأشجار الغابية الميتة والتفويت في منتوجها كحطب تدفئة يستعمل في فصل الشتاء وجني الفطر الذي يعتبر بالنسبة إلى سكان الفجوات الغابية من موارد الرزق الموسمية الهامة إلى جانب جني الخفاف. ينطلق موسم جني الفطر بجهة عين دراهم بداية من شهر أكتوبر وبعد نزول أمطار الخريف الأولى إلى نهاية شهر مارس من كل سنة حيث يتكاثر هذا المنتوج الغابي تحت أشجار الفرنان والزان والغابات الدغلية وبالأماكن التي يكثر بها الظل والأماكن الرطبة وينقسم هذا المنتوج الطبيعي إلى نوعين نوع نافع يقع استهلاك كمية قليلة منه على المستوى المحلي والوطني خاصة في النزل وتصدر الكمية المتبقية منه إلى البلدان الأجنبية لتدر على خزينة الدولة عائدات من العملة الصعبة بعدما يقع التفويت في هذه الكمية إلى المعامل المختصة التي تتولى معالجتها وتصبيرها وتعليبها ,كالمعمل الموجود بمنطقة المريج بعين دراهم .في حين يوجد نوع أخر منه سام وضار ويشكل خطورة على صحة مستهلكه حيث يتسبب في تسمم خطير يؤدي حتما إلى الموت إذا ما لم يقع إسعاف متناوله مما دعا وزارتي الفلاحة والصحة العمومية إلى تنبيه المواطنين إلى خطورة هذا النوع ووجوب الامتناع عن جمعه واستهلاكه خاصة وان هناك تشابه كبير بين النوعين يصعب التفريق بينهما.
ثروة طبيعية هامة ولكن؟
تقدر الكميات التي قد يوفرها هذا المنتوج الطبيعي بآلاف الأطنان إلا انه لا يدوم طويلا ويتلاشى تدريجيا وطبيعيا بمرور الزمن وتندثر النبتة التي لم يقع جنيها أو أكلها من طرف الحيوانات.
ولحماية هذا المنتوج من التلف تقوم وكالة استغلال الغابات بالإدارة العامة للغابات بتونس بتنظيم بتات عمومية لتفويت فيه وقد تم فعلا هذه السنة تنظيم هذه البتات لكن حصة معتمدية عين دراهم من المقاسم لم تباع ما حال دون انتفاع العديد من العائلات بموارد هذا المنتوج وتشغيل اليد العاملة الموسمية والقارة وتسبب كذلك في وجود طريقة من الجني العشوائي المخالفة لقانون الغابات وأمام هذا الوضع سعى البعض من المواطنين إلى محاولة شراء هذا المنتوج بالمراكنة لكنهم وجدوا العديد من الصعوبات التي فرضها القانون.
الاستنجاد بعضو المجلس التأسيسي
البعض من هؤلاء المواطنين الراغبين في شراء هذا المنتوج الغابي بصفة استثنائية اتصلوا بالسيد المنجي الرحوي عضو المجلس الوطني التأسيسي لمساعدتهم وقام فعلا بزيارة ميدانية لمعمل الفطر بعين دراهم والالتقاء بهم واستمع إلى مشاغلهم التي عرضها في ما بعد على وكالة استغلال الغابات بالإدارة العامة للغابات بتونس. وأفادنا بعد ذلك قائلا «إن جمع الفطر يمثل مورد رزق موسمي هام للعديد من العائلات ويوفر 60 موطن شغل قار للبعض منهم والثمن الذي تم توظيفه في البتة هو 50 الف دينار وهذا لا يمكن المجامع للمشاركة فيها وكذلك الجمعية المكونة من طرف هؤلاء المواطنين لضعف الموارد»... وأضاف ان القرار الأول والأخير يبقى من أنظار السيد وزير الفلاحة سوى للتخفيض في المبلغ أو للبيع بالمراكنة مؤكدا انه وجد صعوبة في إقناع وكالة استغلال الغابات بما طرحه من حلول عليها بالرغم من أن انطلاق موسم الجني قد مر عليه حوالي شهر ونصف وان كميات كبيرة قد تكون أتلفت بفعل الزمن وبفعل ما أكلته الحيوانات البرية والأهلية. وهكذا يبقى المواطنون بين الانتظار والأمل وثروة مهمّة تضمحل في حين قد تكون هناك حلول استثنائية حتى لا يقع إهدارها...