تأسّست بلدية البرادعة التابعة لمعتمدية قصور الساف سنة 1985، ويناهز عدد سكانها 10 آلاف ساكن، إلا أنها بقيت تعاني من الإقصاء والتهميش المتواصلين منذ عقود، وهي اليوم تفتقد لأبسط المرافق الأساسية للحياة، في غياب تام للبنية التحتية والمؤسسات الاقتصادية والثقافية والتربوية والصحية رغم ما تتوفّر عليه من إمكانات طبيعية وبشرية قادرة على تحويل وجه المنطقة برمّتها. وتفتقد منطقة البرادعة إلى شبكة طرقات من شأنها التشجيع على الانتصاب الخاص وتركيز المشاريع الكبرى والتواصل مع المدن المجاورة لها على غرار قصور الساف والغضابة والرشارشة والشابة وسيدي علوان ليساهم هذا الوضع في انتشار ظاهرة البطالة وتفشّي الفقر، خصوصا في أوساط الشباب الذي سئم الوضع واختار الفرار من جحيم لا يطاق عن طريق الإبحار خلسة انطلاقا من شواطئ الموت.
السيّد المنجي الحمروني، عامل بالخارج، وعضو في لجنة حماية الثورة بالبرادعة، أكّد لنا أنّه عمل في كثير من الأحيان على إقناع مستثمرين أجانب للقدوم والانتصاب في المدينة، إلاّ أنّ غياب المرافق الضرورية والحوافز المشجّعة على الاستثمار حال دون ذلك وهو ما يتطلّب إعادة النظر في الوضع المزري الذي تعيش على وقعه البرادعة، بما يخدم مصلحة أبنائها ومصلحة الجهة عامّة، والضرورة باتت تقتضي إحداث منطقة صناعية تتمتّع بالامتياز الجبائيّ، وتفعيل «قانون 72» الذي من شأنه أن يشجع على بعث المشاريع، وإحداث مواطن استثمار وشغل لامتصاص آفة البطالة لأنّ المنطقة أصبحت في حاجة ماسة للمشاريع الصناعية والمعامل الآلية والشركات الخاصّة القادرة على استقطاب اليد العاملة، وكذلك الإسراع في صيانة البنية التحتية عبر تهيئة الطريق الرابط بين الثكنة العسكرية، التي هي بصدد البناء ووسط المدينة، والمسلك الرابط بين حي «دار الفرادي» وطريق فرحات حشاد، وكذلك الحزام الرابط بين «الشتاوة» و»دار الحاج صالح» و»الرشارشة» و»دار مبارك» بما من شأنه أن يسهّل حركة التنقّل، وفتح مسالك توزيع متنوعة في المدينة.
كما طالب السيد المنجي الحمروني عبر»الشروق»السّلط الجهويّة والحكومة التونسية بتوسعة المستوصف المحلّي وتزويده بالمستلزمات الطبية اللازمة وسيارة إسعاف قاّرة، وبعث مركز شرطة في المدينة لتوفير الحماية اللازمة لعموم المواطنين وذلك بسبب تنامي السّرقات والاعتداءات وعجز مركز الحرس عن إسداء خدماته لأكثر من منطقة في آن واحد، وكذلك ضرورة توفير فضاء رياضي وشبابيّ أو ثقافي لاحتضان الأطفال والشّباب الذي تتقاذفه الوحدة والضّياع في ظل غياب المرافق القادرة على استقطابها بما في ذلك الملعب البلدي الذي يشكو نقائص كثيرة ولا تتوفّر فيه أدنى وسائل النشاط الرياضي.