شيع منتصف الأسبوع الجاري أهالي منطقة البرادعة من معتمدية قصور الساف جنازة الشاب الذي لفظ أنفاسه الأخيرة ليلا بين المستشفى المحلي بقصور الساف والمستشفى الجامعي الطاهر صفر بالمهدية اثر الاعتداء الذي تعرض له من قبل 3 أشقاء بعد مباراة برشلونة وتشيلسي. مناوشات تطورت إلى جريمة قتل
«الصباح» وبحثا عن الحقيقة تحولت إلى منطقة البرادعة حيث علمنا أن المتهمين والضحية ينتمون لنفس الحي « أولاد عمارة « بالبرادعة، وحدثت بينهم مناوشات في المقهى في حدود الساعة العاشرة والنصف ليلا، وتحديدا بعد مباراة الدور النصف النهائي لرابطة الأبطال الأوروبية بين برشلونة وتشلسي فتدخل الحاضرون لفضها، وعادةالضحية إلى منزله ولكن الأشقاء الثلاثة التحقوا به وهاجموه داخل محله واعتدوا عليه أمام أنظار زوجته ووالده وعمه اللذين أصيبا بغاز مشل للحركة حين حاولا التدخل ونجدة الضحية بعد الاعتداء عليه بهراوة في الرأس وسكين في الجنب.
إيقاف اثنين من المتهمين
وبعد نقل الضحية من قبل بعض المتساكنين إلى المستشفى، والإعلام عن وفاته بادر أعوان مركز الحرس الوطني بالبرادعة -رغم عدم توفر السيارة الإدارية التي تم حرقها مع المركز أيام الثورة -إلى التدخل لإيقاف اثنين من المظنون فيهم في وقت قياسي رغم ظلمة المكان وحالة الهلع التي أصابت الحي مكان الجريمة، لتلتحق وحدات التدخل كدعم من منطقة الحرس الوطني بالمهدية ويقع تمشيط المنطقة والعثور على أدوات الجريمة كالهراوات وسكين وقارورة غاز مشل للحركة. يذكر أنه لم يتسن لنا الحديث مع عائلة الضحية نظرا للحالة النفسية الصعبة لأفرادها وخاصة زوجته ووالده، وقد علمنا أن الهالك سليم كان العائل الوحيد لأسرته، وبموته يبقى الأمل قائما في مساعدة هذه الأسرة بما يكفل لها العيش الكريم بعد فقد سندها.
إحداث نقطة إسعاف
هذه الحادثة مع حوادث أخرى مرورية قاتلة لشبان في عمر الزهور، وغياب السيارة الإدارية للمركز الوحيد الذي يقدم خدماته لأكثر من 11ألف نسمة في المنطقة البلدية بالبرادعة، مع غياب نقطة لمركز استعجالي وسيارة إسعاف، جعلت أهالي المنطقة ينادون السلط الجهوية والوطنية للتدخل العاجل لتجاوز هذه النقائص رحمة ورأفة بأبناء البرادعة التي لا تزال ترزح تحت التهميش والإقصاء وضياع الشباب بين متاهات المخدرات المنتشرة في كل الضواحي وظاهرة السلب والنهب والجريمة وعجز الأمن الكفيل بالتدخل للحد منها نظرا لافتقاره لأبسط أدوات العمل، والحال أن المواطنين هم من هبوا لإعادة ترميم المركز الوحيد بعد حرقه ولا زالوا يعرضون مساعدتهم بسياراتهم للأعوان أملا في استتباب الأمن لأهال ما قطعوا الطريق وما اعتصموا يوما على غرار عديد جهات البلاد.