قرر الاتحاد الجهوي للشغل بسليانة الدخول في إضراب محلي يشمل كافة القطاعات في الولاية احتجاجا على طريقة تعامل قوات الامن ليلة اول امس مع المحتجين، وللاشارة فإن الاضراب عطل الحركة التجارية والإدارية في المدينة. رددت جدران المدينة صدى حناجر أنهكها الصياح تعالت في مسيرة انطلقت من أمام الاتحاد الجهوي للشغل باتجاه الولاية. وقد بلغ عدد المحتجين رقما قياسيا لم تشهد احتجاجات الجهة مثله من قبل.
الإضراب العام المحلي جاء على خلفية الاعتداء الذي اتسم بالوحشية من طرف الأمنيين حسب اراء المحتجين ليتحول في مرحلة لاحقة إلى مطاردات ومصادمات بدأت أمام الولاية وانتشرت إلى أرجاء عديدة من المدينة.
المدينة البارحة بدت وكأنها مشهد من أفلام الحركة الأمريكية أو صورة لمدينة في حالة حرب, رائحة الغاز المسيل للدموع تقطع الأنفاس وصنعت رداء ضبابيا كسا المدينة, عجلات محترقة وحاويات نفايات وسط الطريق وقلما ترى أحد المارة مسرعا, التعزيزات الأمنية ظلت تتوافد إلى ساعات متأخرة من الليل ليعيدنا المشهد الى احداث جانفي 2011..
العديد من الموظفين التحقوا بمقرات عملهم والتلاميذ التحقوا بمعاهدهم ليعلموا صباح يوم امس انه تم اقرار اضراب عام محلي يشمل كافة مدينة سليانة وبذلك اغلقت جل المؤسسات العمومية والمدارس والمعاهد والبعض من المحلات التجارية باستثناء المقاهي فقد ظلت مفتوحة للعموم.
صباح أمس الجمعة تكثفت التعزيزات الأمنية بمقر الولاية ولم يسمح حتى بدخول الموظفين, عشرات من الشباب قبالة مقر الولاية أعناقهم مشرئبة في انتظار قدوم الوالي ومئات تجمعوا منذ الفجر أمام مقر الاتحاد.. وسط المداخلات تمت إعطاء الكلمة لبعض المواطنين من أهالي الموقوفين على ذمة القضية 206 و بعض العملة بالولاية. تخللت المداخلات عديد الهتافات والشعارات التي تطلب رحيل الوالي وهتافات تمجد دور المرأة في المجتمع. كما طالب المحتجون بإطلاق سراح الموقوفين.
انطلاقة المسيرة سبقها بعض المداخلات بمضخمات الصوت تمحورت في مجملها حول توضيح موقف الاتحاد الذي نفى ما نسبته له حركة النهضة في بيان صدر لها على اثر الأحداث الأخيرة, كما وضحت التدخلات أن موقف الاتحاد من الوالي كان رد فعل على تعطيله للمنوال التنموي في الجهة. وركز كل المتدخلين على ضرورة التزام الطابع السلمي للمسيرة.
حماسة المتظاهرين جعلت من كل المارة ينضمون للمسيرة التي فاقت الألف متظاهر. لتستقر أمام مقر الولاية, رغم بعض المناوشات بين بعض الأمنيين وعدد قليل من المتظاهرين الذين لم يتجاوز سنهم 15 سنة ليتدخل المحتجون والعديد من الحقوقيين لتهدئة الاجواء معلنين انهم سيطالبون بحقوقهم المشروعة سلميا لتعود المسيرة الى طابعها السلمي. حتى منتصف النهار حينما غادر ممثلو الاتحاد الجهوي للشغل المكان لعقد اجتماع الهيئة الإدارية التي أقرت يوم الثلاثاء 27 نوفمبر يوم إضراب عام في كامل الولاية كما قررت إضرابا دوريا يمكن أن يكون أسبوعيا أو نصف شهري.