سنة 2008 في أول مشاركة لها في أيام قرطاج السينمائية حصلت الممثلة الجزائرية ريم تكوش على جائزة أفضل ممثلة واعدة من خلال فيلم «مسخرات» المتوج هو الآخر في تلك الدورة واليوم تعود ريم تكوش إلى هذه التظاهرة. عودة تكوش كانت بدور «سامية» في فيلم «عطور الجزائر» للمخرج رشيد بلحاج المشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة ومعها كان هذا الحوار :
ما يمكن أن نعرفه عن ريم تكوش؟
ممثلة خريجة المعهد العالي للفنون الدرامية بالجزائر في رصيدي مجموعة من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية منها شارع النخيل الجريح للمخرج عبد اللطيف بن عمار و«مسخرات» الذي توجت من خلاله بجائزة أفضل ممثلة واعدة في دورة 2008 لأيام قرطاج السينمائية و«عائشات» و«عطور الجزائر» الحاضر في هذه الدورة
سامية الدور الذي تم تجسيده في «عطور الجزائر» من تكون؟
هي الجزائر على امتداد العشرية السوداء التي عاشتها...هي المرأة الجزائرية المهمشة التي تم تدميرها على الصعيد المعنوي...قتلوا فيها كل الأحاسيس...خربوا جسدها ...لكنهم فشلوا في نزع الروح منها...فكانت الجزائر الصامدة والتي بقيت وستبقى شامخة.
من اختار دور سامية ؟
المخرج هو الذي أسند لي هذا الدور
وهل كانت هناك استعدادات خاصة لذلك؟
كان في الحسبان أن تقوم إيزابيل أدجاني بدور كريمة في هذا الفيلم غير أنها انسحبت لأسباب خاصة بها...فتم تعويضها بالممثلة الايطالية مونيكا قريتور...وهو ما كان له تأثير إلى حد ما على استعدادتي... رغم أن دور سامية لعبت فيه الصدفة دورا كبيرا...
كأني بك من المؤمنات بأن الصدفة لا بد منها في العمل الابداعي؟
بالفعل أنا من أشد المؤمنات بالصدفة في أي عمل إبداعي...ومن هذا المنطلق فإن كل أعمال السينمائية كان للصدفة دور أساسي فيها...المخرج رشيد بلحاج الذي لا يعرف الكثير عن الممثلين الجزائريين بحكم إقامته في ايطاليا شاهدني في فيلم «مسخرات» فكان أن عمل على مهاتفتي ليعرض عليّ دورسامية.
وقبلت الدور؟
نعم كنت سعيدة به... ناهيك وأن التصوير امتد على طول خمسة أيام لا غير... أحسست أنه الدور الذي كنت أتمناه وأحلم به على اعتبار أنني عشت كل الأحداث التي تعرض لها الفيلم وكنت شاهدة على الدمار الذي عرفته الجزائر على امتداد عشرية كاملة.
أنت خيّرت دور سامية عن دور كريمة الجزائرية التي عادت الى وطنها بعد غياب امتد على طول 20 سنة؟
بالفعل لم أكن راغبة في دور كريمة... إنه دور اعتبره ثانويا أمام دور سامية التي عاشت التمزّق.
أثناء فترة التصوير التي لم تتجاوز ال 5 أيام على حدّ تعبيرك... هل هناك هامش من الحرية في التعاطي مع الشخصية؟
حبّي وانصهاري التام والكامل في الدور جعلني أتعاطى معه بكل سهولة... كنت حريصة على تقديم رؤية المخرج بعد نقاش معه.
ما هو الهمّ الذي يشغلك في أي دور سينمائي تجسدينه؟
ما يهمني أن يكون الدور مختلفا عما قدّمته... أرفض النمطية... ومن هذا المنطلق أقول إنني قدمت عديد الأدوار تراجيدية وكوميدية.... لكن يبقى لسامية في عطور الجزائر طعم خاص.
لا أعتقد ذلك... المظاهرة النسائية الضخمة التي انتهى عليها الفيلم تأكيد على دور المرأة الفاعل في الدفاع عن الحرية في الجزائر... لقد خرجت المرأة للتعبير عما يخالجها من توق الى الانعتاق والتعبير عن الغضب... نهاية الفيلم مقصودة... فكريمة المصوّرة والتي كانت تحمل ابنة سامية وتسجل بآلتها الفوتوغرافية المظاهرة تدلّ على أمل وطموح وتوق الى الأفضل للجزائر الجديدة.