خص السيد علي باقري نائب امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني المكلف بالشؤون الدولية بإيران «الشروق» بحديث شرح فيه موقف بلاده بشأن عدد من الملفات الاقليمية والدولية. كما تناول ملف النووي الايراني مشيرا الى ان طهران متمسكة بالمضي قدما في برنامجها النووي المسؤول الايراني البارز تحدث ايضا على هامش زيارته الى تونس عن اهداف زيارته هذه وآفاق التعاون التونسيالايراني.
بداية في أي إطار تتنزل زيارتكم هذه الى تونس؟ وماهي اهدافها وابعادها؟
تعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية التونسية بلدين اسلاميين مهمين في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وطبعاً فإن للعلاقات بين البلدين أهمية كبرى خاصة بعد الثورة المجيدة التي قام بها شعب تونس الأبي. إذ أن وحدة الدين والفكر والثقافة تفعل وتدعم آفاق التعاون والصداقة بين البلدين الشقيقين. إن ثورة 14 جانفي 2011 أعادت الحيوية للعلاقات الثنائية ولم لا قد تبلغ العلاقات أوجها وتصبح الإهتمامات مشتركة اكثر فأكثر فالامة الإسلامية لا تخلو من قضايا توجب علينا التكاتف لحلها وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
في ما يتعلق بالعدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة، كيف تقرأون نتائجه بعد التوصل الى اتفاق تهدئة... وما هو ردكم بخصوص الاتهامات الموجهة الى بلدكم بان الأسلحة المستعملة من طرف المقاومة الفسلطينية هي اسلحة إيرانية بالأساس؟
في خضم هذه الفترة تصبح القضية الفلسطينية القضية الكبرى بل إنها يوماً بعد يوم تصبح الهاجس الأكبر لدينا كجزء من الأمة الإسلامية وبدورها لا تغفل الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن دعمها للمقاومتين الفلسطينية واللبنانية. وقد تحدثنا عن القضية الفلسطينية، خلال زيارتي هذه الى تونس، مع كبار المسؤولين في تونس بل إننا ركزنا على هذه المسألة بالذات وذلك لماتحمله من أولوية وأهمية. فإن ايران على مدى فترة طويلة دعمت وستدعم الفلسطينيين بكل ماأوتيت من قوة، أي ستدعمها مادياً ومعنوياً. أنه لشرف للإيرانيين أن يقفوا صفا واحدا لدعم القضية الفلسطينية.
كيف تنظرون الى الازمة السورية وماهو موقفكم من «الطبخات» والحلول المطروحة غربيا وكيف ترون اتجاهات هذه الازمة ومآلاتها بعد مرور نحو عامين من اندلاعها؟
استهل إجابتي بالقول بأنه يستحيل أن تخرج أو أن تنبثق الديمقراطية من فوهات البنادق. خلال هذه الفترة للأزمة السورية طرحنا حلاً سلمياً وبالأصل يجب أن يكون الحل سلمياً حتى يبلغ الشعب السوري طموحه. وفي هذا الإطار قمنا بتعاون تركي مصري ايراني للحل السلمي في سوريا وقد جرت ولازالت المحادثات قائمة في هذا الشأن. هذا بالإضافة الى اللجنة الثلاثية التي أقمناها مع تركيا وروسيا وذلك لإيجاد الحل السريع لهذه الأزمة. ومن المعلوم فإن ايران تترأس الآن حركة دول عدم الإنحياز وأذكر بأن هذه المسألة أي المسألة السورية قد طرحت ايضاً مع اشقائنا في تونس خلال هذه الزيارة. فالحل الأمثل والأنسب للشعب السوري هو الحل السلمي الذي يخدم مصلحته ويرسي به بعيداً عن كل التدخلات العسكرية وبعيداً عن كل الحلول الغربية التي من شأنها أن تخل في وحدة قرار ومصير الشعب السوري.
هناك سيناريوهات غربية متعددة بخصوص النووي الايراني اسألك هنا عن فرص نجاح مساعي التسوية السلمية لهذا الملف من وجهة نظركم...ثم كيف تتكيفون وتنظرون في هذه الحالة الى التهديدات الامريكية المتعاظمة ازاءكم على خلفية هذه المسالة؟
انعقد منذ فترة إجتماع في الولاياتالمتحدةالأمريكية وذلك لدراسة مدى تأثير الحصار الإقتصادي المفروض على بلدنا جراء برنامجنا النووي، وقد شبه المسؤول الأمريكي برنامجنا النووي بالحافلة التي تسير في الطريق الممتدة كما شبه أيضاً الحصار المفروض علينا بالكلب الذي يركض خلف هذه الحافلة، التي وإن بلغها الكلب فهي لن تقف، حتى وإن اعتلاها فهو لن يتجاوز حدود النباح. نعم لن يمنعنا الحصار من حقنا وحق أجيالنا القادمة في الاستفادة من ثرواتها الطبيعية والبشرية.
تقدمنا في العلم سيكون متواصلاً وجدياً بل سنعمل على أن نكون متقدمين ومتميزين في هذا المجال مثل علم النانو وغيره من العلوم. المهم في هذه المسألة هو إستحالة التقدم العلمي في ظل التبعية العالمية وسلاح ايران في التقدم العلمي هو الإستقلالية في القرار وايمانها وتشبثها بهويتها ومبادئها الأساسية.