كان المعهد العالي للفنون والحرف بالقصرين مسرحا لاعتصام نفذه أربعة طلبة نتيجة رفض الادارة ترسيمهم في الماجستير بشعبة الهندسة الداخلية وهم ياسين ذيبي ورضا السعيدي ومحمد رحيمي الذين لم يستجيبوا لشرط المعدل المطلوب الذي حددته الادارة. هذا اضافة الى مروى معاوية التي لم تحترم الآجال المحددة لإيداع ملف الترشح.
هذا القرار لم يرض هؤلاء الطلبة الذين رأوا فيه اجحافا في حقهم خاصة وان زملاءهم في مثل وضعياتهم كانوا قد أسعفوا بالقبول في معاهد القيروان وسيدي بوزيد – مما جعلهم يدخلون في اعتصام مفتوح إلى حين الاستجابة لمطالبهم وتوضيح الأمور لانهم شعروا بمرارة كبيرة حين حرموا من حقهم في استكمال تعليمهم العالي فضاقت بهم كل السبل فرأوا في الاعتصام حلا لهذا المشكل.
«الشروق» كانت على عين المكان وواكبت الاعتصام وحاولت أن تسلط الضوء على هذا الحدث وتنقل تفاصيله بحيادية تامة حاورنا المسؤول والطالب باعتبارهما ثنائية تطرح بشدة على مسرح الأحداث .تفاصيل ننقلها بحيادية في هذا الحوار الذي استمعنا فيه إلى الطالب والمسؤول معا حاورنا الطالب نزار عيادي باعتباره ممثلا للطلبة لاحظنا حماسا كبيرا في لهجته وعن الشرارة الأولى لهذا الاعتصام لاحظ الطالب نزار أنه ضاقت بهم كل السبل خاصة بعد أن ألغيت المقاييس المعتمدة في المعاهد والكليات الأخرى ما عدا معهد القصرين حسب تصريحه وأضاف أنهم حاولوا الاستفسار والبحث عن الحوار إلا أن السيد المدير أوصد كل الأبواب أمامهم ولاحظ أن اعتصامهم دخل أسبوعه الثالث ولم يتغير من واقعهم شيء مما حدا بالطالب سامي الذيبي الى الدخول في إضراب جوع وحالته الصحية أصبحت حرجة وأضاف انهم طالبوا المدير بمغادرة المؤسسة لأنه لم يقدم لهم شيئا ولم يصغ إليهم ولم يفتح باب الحوار معهم وواصل في عناده. وأضاف « مطلبنا أصبح مغادرة المدير المؤسسة ليأتي بديلا عنه عله يقدم لنا الإضافة المرجوة نحن نهدد بالتصعيد في حال لم تقع الاستجابة لمطالبنا نحن نبحث عن الحوار والتواصل الذي رفض المدير كل جوانبه» وأضاف أن قرابة 150 طالبا هددوا وتوعدوا بسحب تسجيلهم من المؤسسة إذا لم يغادر أو لم يستجب لمطالبهم ولاحظ أن حالة زميلهم الصحية في تدهور من يوم إلى آخر والادارة لا تحرك ساكنا حتى المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان زارتهم مؤخرا ولم يخف ممثلوها تضامنهم مع الطلبة وتفهموا مطالبهم الذين اعتبروها مشروعة». بعد التحدث مع الطالب جاء دور المسؤول ممثلا في شخص السيد الكاتب العام للمعهد والذي رحب بنا وفتح لنا مكتبه بكل رحابة صدر وضع اعتصام الطلبة في إطاره العام مضيفا «هم معتصمون لديهم مطالب نحن نتفهمها لكن لا بد من التريث». وتمنى الشفاء للطالب ياسين الذي ساءت حالته بعد الدخول في إضراب جوع وأكد على الحوار في التعامل مع الأشياء وتمنى أن لا تتعطل سيرورة العمل في المؤسسة ولا بد أن توضع مصلحة الإدارة فوق أي اعتبار ودعا الطلبة إلى التريث لحظة التعامل مع الأشياء وإلى العودة إلى الدراسة والحوار ولابد من الحوار للوصول إلى حل لهذا المشكل الذي طالت تفاصيله مضيفا أن طلبتنا هم أبناؤنا. ختاما الشروق نقلت هذا الاعتصام الذي نرجو إن لا يطول أكثر وأن يقع فكه في اقرب الآجال وإيجاد حل يرضي جميع الأطراف.