عجيب أمر التونسيين عامة وعائلة كرة اليد خاصة والمحيطين بالمنتخب تحديدا! عندما أعلن هيكل مقنّم مع انتهاء الألعاب الاولمبية لندن 2012 عن اعتزاله الدولي، لم يحرّك احد ساكنا بل هناك من قال إن هيكل له حق تقرير مصيره بعد عطائه الغزير طوال سنوات عديدة للمنتخب وللوطن معللين تفكيرهم بأن الوقت قد حان لفسح المجال أمام الشبان ككمال العلويني ورضوان بن صالح وجابر اليحياوي لأخذ المشعل.. ورأينا بعدئذ كيف ان المنتخب لم يكن مقنعا بمناسبة مبارياته الثلاث أمام المنتخب الأنغولي وكان واضحا افتقاره لقائد على الميدان.. ورأينا بمناسبة بطولة افريقيا للأندية البطلة التي تدور حاليا بطنجة المغربية كيف ان الترجي لم يتمكن من عبور الدور نصف النهائي أمام نفس المنافس الذي كان تفوّق عليه في الدور التمهيدي اي الأهلي المصري بالرغم من توفّره على ثلة من اللاعبين المنتمين الى المنتخب وهم وسيم هلال وكمال العلويني ومحمد علي بحر وجابر اليحياوي إضافة الى اللاعب المستعار من جمعية الحمامات وائل جلوس.. وهو ما يجعلنا نتوجه الى آلان بورت والمحيطين بالمنتخب لدعوتهم الى ضرورة التفكير مليّا قبل تحديد القائمة النهائية لمونديال اسبانيا الذي لم تعد تفصلنا عنها سوى 45 يوما.
وأول ما يتعين الخوض فيه حسب رأينا هو مسألة اعتزال هيكل مقنم الذي لا يزال ناشطا بنسبة مائوية كبيرة من امكانياته ويستطيع إفادة المنتخب بحكم خبرته وقدراته الفنية والتكتيكية.
ومهما كانت أسباب اصراره على الاعتزال الدولي فإنه من غير المقبول ان يكون ردّ فعلنا مستسهلا كما هو الحال عليه، واعتقادنا راسخ بأن هيكل مقنّم بمقدوره مواصلة العطاء لفائدة المنتخب لمدة شهرين وسوف لن يلحقه اي ضرر في ذلك بل إن المنتخب واللاعبين الشبان الذين يشغلون نفس المركز سيجنون فائدة كبرى من خلال تواجده معهم حتى وإن لم يقع التعويل عليه بنسبة مائة بالمائة، والكل يعلم ان في رياضة كرة اليد هناك من اللاعبين من تقع دعوتهم لتأدية دور لا يفوت 10 دقائق في كل مباراة.
خلاصة القول إننا تسرّعنا في تأييد هيكل حول قرار ابتعاده عن المنتخب! أما أنا فإني أدعو بكل إلحاح الى مراجعة هذا الموقف والسعي الى عودته مع اعلامه وبكل وضوح بأن مونديال اسبانيا سيكون نهاية ملحمته مع المنتخب وانطلاق المرحلة الانتقالية لفريقنا خاصة وأن الرؤى لم تكن واضحة خلال الألعاب الأولمبية في هذا الباب.
نرجو أن يجد نداؤنا آذانا صاغية لدى هيكل مڤنم بالذات ولدى الاطار الفني للمنتخب ولدى كافة المحيطين به حتى لا نندم ولن يفيد حينها الندم.