رجائي ممن يدعون أن «تونس دارنا الكل» حسب الومضات التحسيسية المتلفزة وقالوا «نحبوها نظيفة» من زبالة القرن وذباب الألفية الثالثة و«نموسها» أن يدركوا أن الخطر الذي يهدد «دارنا الكل» ليس الذباب ولا الزبالة فقط وإنما كذلك «القطرة» المنحدرة من سقفها القشي والتي تحولت الى ميزاب ولابد للهارب من «القطرة» أن يجد نفسه تحت الميزاب ومما لحقها من تصدع انشقت له حيوطها فكانت الشقوق قبلة الثعابين والأفاعي والعقارب المجنحة والخنافس وشتى الحشرات اللاسعة السامة. رجائي من كل من شمّر على لسانه ونصب نفسه مقاولا في الأشغال الكبرى واغرقنا بالوعود ببناء «دارنا الكل على الصحة» وبالاحجار الكريمة في نوّار الربيع العربي مقرّا بأنه سيبدأ الاشغال قبل ان يسقط السقف على رؤسنا وحجته في ذلك أن الفائز بصفقة طلب العروض الانتخابية ويستمد شرعيته من «الصندوق».
رجائي من المجلس التأسيسي الموقر الذي تحول بنفس الشرعية الى مكتب للدراسات ومجمع للهندسة في بناء «دارنا الكبيرة» الجديدة ألا تكون الهندسة لا شرقية ولا غربية وألا يتركوا البناء «بين عرب بين ترك».
أرجوكم يا سادتي إذا «سهّل ربّي في البنية» ألا تقسموا هذه الدارالجديدة كالعادة الى «بيت القعاد» و«بيت الفطور» و«بيت النوم» و«بيت العولة» و«كوجينة» و«محاض».
كفانا نوما وأحلاما تتأرجح بين اللذة و«الكشمار» كفانا قعادا وتسمين الأرداف. كفانا «عولة» وتعويلا على الكسكسي و«المحمصة» بالسميد المستورد وبقديد العلوش الروماني، كفانا راحة واستراحة في «بيت الراحة» رفقا بديوان التطهير كفانا بيوتا في البيت الواحد.
دعوا لكل واحد داره، وابنوا لنا تونس لا «دارنا الكل» وإنما ورشة مفتوحة للعقول المفتوحة والعيون المفتوحة والسواعد المفتولة. حتى تكون تونس «ورشتنا الكل» والخشية من أن تكون خارطة الطريق مسارها. من «الكوجينة» الى «بيت الفطور» الى «بيت القعاد» الى «بيت الراحة» ثم «بيت النوم». وإنها لشاخرة الى الآخرة.