أصدر حزب الغد (قومي ناصري) أمس بيانا أعلن فيه الانسحاب من الجبهة الشعبية ، ويأتي هذا الانسحاب المفاجئ 48 ساعة فقط بعد أن عقدت قيادات الجبهة ندوة صحفيّة أعلنت خلالها تعيين حمّة الهمامي ناطقا رسميّا باسمها وفي خضم ما تشهده جهة سليانة من أحداث خطيرة ومؤلمة. ووجّه حزب الغد اتهامات خطيرة إلى الجبهة الشعبية تهمّ أساسا العجز عن إجراء عملية توحيد التيارات القوميّة والفصائل اليساريّة الماركسيّة والنزوع الايديولوجي المفرط في اتجاه مفاهيم غربية فرانكفونيّة حسب ما جاء في نص البلاغ، إضافة إلى تراجعها من جديد إلى الاحتجاج والمعارضة للمعارضة، ولحسابات انتخابية فقط وسابقة لأوانها.
ويلتحق حزب الغد بشقيقه حزب حركة الشعب الّذي انسحب منذ فترة من مسار الجبهة الشعبية، ويتساءل المتابعون عما يمثّله هذا الانسحاب من فشل للتقارب بين اليساريين والقوميين على أرضية عمل مشتركة.
وفي ما يلي نص بيان حزب الغد:»بعد تقييم دقيق لتجربة العمل في الجبهة الشعبية، وتتويجا لحوار معمق داخل هياكل الحزب وفروعه ، والذي اخذ بعين الاعتبار جملة العوامل والمواقف المتفاعلة في الساحة السياسية ومقيما للمسار الذي تردت فيه الجبهة الشعبية، سواء في الوفاء للأرضية السياسية التي تمثل الحد الأدنى المتوافق علية، أو في التكتيكات المتبعة في الممارسة، أو من خلال برنامج العمل المعروض للنقاش بين مكوناتها، وحيث ثبت لنا ما يلي :
1) عجز الجبهة الشعبية عن التحول إلى جبهة وطنية جامعة للتيار العروبي والفصائل اليسارية الماركسية وذلك لهيمنة بعض الأطراف عليها ونزوع إيديولوجي مفرط حاد بالجبهة عن المسار الذي أريد لها. 2) تراجع الجبهة عن المفاهيم الحضارية المتفق عليها حول هوية تونس العربية الإسلامية، ونزوع واضح لمفاهيم غربية وفرانكفونية بالأساس. 3) استحالة تحول الجبهة الشعبية إلى جبهة حكم، وتراجعها من جديد إلى الاحتجاج والمعارضة للمعارضة، ولحسابات انتخابية فقط وسابقة لأوانها. 4) تأثر الجبهة بالمحاور المكونة لها مما أربك عملها اليومي وجعلها تعمل لفائدة أطراف دون أخرى، وتسويقها المتعمد لواجهة حزبية واحدة وليس لواجهة جبهوية. 5) تباين شديد بين مكونات الجبهة حول ضبط مقاييس واضحة للحلفاء والمنافسين، وسقوطها إلى معايير إيديولوجية ضيقة جعلها تتساوق ولا ترى مانعا في التعاطي الواقعي مع بعض القوى المحسوبة على بقايا النظام البائد .
بناء على ما تقدم قرر حزب الغد الانسحاب من الجبهة الشعبية ويعتبر نفسه في حل من كل ما يتعلق بها من مواقف والتزامات». وستكون لهذا الانسحاب بحسب متابعين الكثير من الأصداء.