فوجئ العديد من التونسيين من الذين يملكون حسابات على شبكة التواصل الاجتماعي «فايس بوك» بدعوات للصداقة مصدرها نساء وفتيات مستعدات لقضاء وقت ممتع مقابل مبلغ مالي عادة ما يكون في شكل بطاقة شحن لهاتف جوال. اللذّة الافتراضية هي ما تبشّر به بعض النّساء والفتيات للراغبين في قضاء وقت ممتع عبر شبكة التواصل الاجتماعي «فايس بوك» والأكيد أن العديد من المنخرطين في هذا الموقع قد تلقوا دعوات بأسماء مستعارة تحيل ضمنيا الى علاقات من نوع خاص ناهيك وأن هذه الأسماء تحتوي على تلميحات جنسية وعاطفية كأسماء أسّومة ولمياء الممحونة وبسمة بسّومة وفاتن المهبولة وهلمّ جرّ..
وبمجرّد قبول الدعوة تكتشف صورا خليعة ومقاطع فيديو لأفلام جنسية وضعتها صاحبتها على حسابهاخصّيصا لإثارة «أصدقائها» ومن ثمّة جرّهم الى التعليق على تلك الصور ليتمّ بعد ذلك اصطيادهم عبر رسالة خاصة تحمل دعوة للتحادث عبر الخانة المخصّصة لذلك على موقع «فايس بوك».
تعريفة !
عادة ما يبدأ الحديث حول الصور ومقاطع الفيديو المحمّلة على الصفحة ليكتشف المتحدث إثر ذلك أن عليه دفع مقابل مالي إن رغب في مواصلة الحديث وعندما تسأل عن كيفية وطريقة الدفع تفاجأ بأن المسألة على غاية من البساطة إذ عليك شحن بطاقة هاتف جوال تختلف قيمتها حسب الخدمة المقدمة. والخدمات التي توفرها صاحبة الحساب المشبوه عديدة موزّعة بين التحادث وإمكانية تشغيل «كاميراوات» لمشاهدة المعنية بالأمر في أوضاع مختلفة ومباشرة وحتى تمرير مشاهد في أوضاع ساخنة عادة ما تكون بطلتها صاحبة الحساب بنفسها وفي كل مرة يوظّف معلوم جديد على الخدمة المطلوبة في شكل بطاقات هاتف جوال قد تصل قيمتها الى مئات الدنانير على أن التحادث فقط لا يكلّف صاحبه إلا بطاقة واحدة بعشرة دنانير. والحقيقة أن هؤلاء النسوة والفتيات لا ينشطن فقط على موقع «فايس بوك» بل بإمكانك العثور عليهنّ في مواقع أخرى كأمسان (MSN) و«هوت مايل» وفايس سكس وعديد شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى المتخصصة وبتصفّح هذه المواقع عثرنا على عديد النساء والفتيات اللواتي وضّحن بدقّة ميولاتهن الجنسية وفوجئنا حتى بأزواج يرغبن في إقامة علاقات إما مع أزواج آخرين أو مع رجال وفق مواعيد افتراضية تضبط مسبقا وعلى الراغب في مثل هذه العلاقات دفع معاليم قد تصل الى إقامة في نزل أو دعوة للعشاء في مطعم فاخر.
من الأزمة الى الرغبة !
قد يدفعك الفضول الى معرفة الأسباب التي دفعت بهؤلاء الى مثل هذا السلوك ومرّة أخرى ستفاجأ بتعليلات قد تحمل بعض المنطق فأغلب النساء والفتيات من أصحاب هذه الحسابات المشبوهة طالبات أو عاطلات عن العمل ومثل هذه العلاقات الخاصة الافتراضية توفّر لهنّ شحن هواتفهن الجوالة مجانا بل إن إحداهن فتحت «كشكا» لشحن الهواتف الجوالة من البطاقات التي تتحصّل عليها من حرفائها على ال«فايس بوك».
ومن البديهي أن تتطور أقدم مهنة في التاريخ وأن تواكب بائعات اللذّة العصر وتطوّعن التكنولوجيا لنشاطاتهن الجنسية والغريب أنه في كل مرّة ينجحن في ترويض الباحثين عن اللذّة حتى وإن كان ذلك افتراضيا. والحقيقة أن الناشطات في هذا الفضاء الافتراضي يرفضن رفضا قاطعا اللقاءات المباشرة رغم أن العديد منهنّ يتجرّأن على الظهور علنا بمجرد تشغيل الواب كام «Web Cam» لتكتشف عالما آخر أبطاله نساء وفتيات حوّلن غرفهنّ الى ما يشبه قاعة عمليات مجهزة بحاسوب سرعان ما يتحول بدوره الى فخّ للإيقاع بالفريسة.
الإبتزاز !
قد لا يتفطّن أغلب الذين يقبلون بمثل هذه الدعوات أن عشيقاتهم الافتراضيين بصدد تسجيلهم بواسطة «الواب كام» وهم في قمّة الانتشاء لذلك وبمجرّد انتهاء العملية يتلقّون رسالة واضحة وصريحة من المعنية بالأمر مفادها أنها على استعداد لنشر التسجيل على الانترنات إن لم يدفع الضحية ما يكفي لإسكاتها وهنا يبدأ مسلسل الابتزاز الذي عادة ما ينتهي بكارثة خاصة إن كانت هذه الضحية من الأزواج المحترمين أو من أصحاب المواقع الاجتماعية المرموقة كالموظفين ورجال الأعمال وحتى من أبناء العائلات المحافظة.
والعكس بالعكس فإن الفتيات والنساء من المدمنات على الشبكات الاجتماعية غالبا ما يسقطن في فخّ بعض الرجال والشباب الوسيمين الى درجة تعاطي الجنس معهم عبر «الواب كام» وعادة ما يتمّ تسجيلهنّ في وضعيات فاضحة تتحوّل الى ابتزاز بالتهديد بنشر تلك التسجيلات على الانترنات ما يدفع بالضحية الى التحول الى عبد لدى جلاّده فقط لدرء الفضيحة ويكفي فقط القيام بجولة سريعة عبر هذه المواقع لاكتشاف الوجه الآخر للمجتمع التونسي.