جسر جوي بين طهران ودمشق لتأمين تمرير السلاح الإيراني للنظام السوري التي بات جيشها يشن حربا ضروسا ضد الميليشيات المقاتلة في أكثر من جبهة من جبهات القتال فيما استقبلت إيران أمس وفدا من هيئة التنسيق الوطنية. ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن جسرا جويا اقيم فوق الأراضي العراقية يتيح للإيرانيين تزويد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالسلاح.
خيبة أمل أمريكية
ويرى مراقبون أن الجسر العسكري جاء ردا على التسليح الذي تقوم به عواصم خليجية لفائدة المسلحين. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية رفضت كشف هويتها أن الإدارة الأمريكية اصيبت بخيبة أمل بعدما عجزت عن إقناع العراقيين بتفتيش الطائرات الإيرانية التي تعبر اجواءهم. وأضافت أن السلاح الذي يتسلمه النظام السوري يشمل قذائف وصواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون وقنابل يدوية.
وأكدت الصحيفة أن إيران تتابع عن كثب التطورات في سوريا، حليفها العربي الرئيسي الذي تدعم بواسطته حزب الله اللبناني. وأوضحت أن مسؤولين عراقيين سيبلغون الإيرانيين عند إتخاذ قرار بإجراء عمليات تفتيش جوية، وذلك لمساعدتهم على تفاديها.
وأكّد مسؤولون أمريكيون إنه بحسب تقارير سرية اطلعوا عليها، فحتى بعد التزام العراق في سبتمبر الماضي بتفتيش الطائرات، لم يتم تفتيش إلا طائرتين آخرهما في 27 أكتوبر المنصرم. ونسبت الصحيفة إلى مسؤول عراقي طلب عدم الكشف عن هويته قوله إن بعض المسؤولين في بغداد يقومون بأدنى جهد لاسترضاء الولاياتالمتحدة وهم في الحقيقة متعاطفون مع الجهود الإيرانية في سوريا. وقال نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي أمس إنه ليس بمقدور بلاده تفتيش كل الطائرات المتجهة إلى سوريا. وتابع «نحن نلتزم بالحصار العسكري الذي فُرض على سوريا، لكن على الدول الأخرى أن تلتزم أيضاً»، مشدداً على ضرورة أن لا تدعم بعض الدول، التي لم يسمها، المعارضة السورية بأسلحة نوعية.
في هذه الأثناء , صرح الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الاسلامية «علي اكبر ولايتي» أمس ان ايران تدافع بكل امكانياتها عن الحكومة والشعب في سوريا، مضيفا ان احدى المؤامرات الغربية والصهيونية والرجعية في المنطقة تمثلت في ايجاد الخلافات والاضطرابات في سوريا، بهدف اضعاف المقاومة وهذا ليس بخاف على احد. واشار الى انه بناء على التقارير الواردة من الجهات المحايدة بما فيها منظمة الاممالمتحدة، فإن اغلب الذين رفعوا السلاح في سوريا، ليسوا سوريين ، مؤكدا أنه على كل انسان ان يدافع عن الشعب السوري، وان الجمهورية الاسلامية الايرانية ايضا لا تمتنع عن اي جهد في الدفاع عن الشعب السوري، وانها مع الاصلاحات في سوريا.
في هذه الأثناء , أدى رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية في الخارج هيثم منّاع زيارة إلى العاصمة الإيرانيةطهران برفقة رجاء الناصر أمين سر الهيئة.
والتقى مناع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي أول أمس السبت كما اجتمع أيضاً مع معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، على أن يلتقي وزير الخارجية علي أكبر صالحي اليوم الإثنين.
وما يزيد من أهمية الزيارة أن هيئة التنسيق الوطنية السورية لم تشارك في مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في طهران الشهر الماضي، على الرغم من الدعوات التي تم توجيهها إلى عدد من قياداتها.
وكان وزير الخارجية الإيراني قد كشف الأسبوع الماضي عن التحضير لاجتماع جديد مع بعض أطراف المعارضة السورية خلال الأسبوعين المقبلين، موضحاً أن زمان ومكان الحوار والأطراف المشاركة فيه ستكشف قريباً.