كل ما في المنطقة ينبئ بالحرب الإقليمية الشاملة فإسرائيل انخرطت عمليا في تطوير منظومتها الصاروخية للهجوم أو صد أي هجوم ضدها فيما طهران تتوعدها بحريق يلتهمها ويأتي على كل حلفاء واشنطن . حذرت طهران أمس الدول الغربية والعربية برمتها من مغبة التدخل الاجنبي في سوريا، مشيرة إلى أن الصراع في حال اشتعاله سينسحب على إسرائيل.
حرب على الخائفين
واتهم علي لاريجاني رئيس البرلمان الايرانيالولاياتالمتحدة ودولا في المنطقة لم يسمها، بتقديم دعم عسكري لمقاتلي المعارضة الساعين الى الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد وهو حليف رئيسي لايران.
وتتهم سوريا تركيا وقطر والسعودية بدعم المعارضين في سوريا وإذكاء العنف هناك. وتدعم ايران جهود الاسد لتحقيق وتكريس الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي وعد بها الشعب السوري.
ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية «ارنا» الرسمية عن لاريجاني قوله أمس ان «النار التي اشتعلت في سوريا ستأخذ معا الخائفين في إشارة إلى «الإسرائيليين». واضاف: «ما الذي يسمح لهذه البلدان بالتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا؟» وينظر الى لاريجاني على انه محافظ معتدل، ومقرب للزعيم الأعلى الايراني آية الله علي خامنئي. ولاريجاني ايضا معارض قوي للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ويتوقع على نطاق واسع انه سيخوض انتخابات الرئاسة عام 2013.
وتأتي تصريحات لاريجاني عقب تأكيدات حسين امير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الايراني بان «جماعات ارهابية» بدعم من قوى أجنبية تعمل في دمشق وحلب. واضاف ان «عشرات الالاف من الاسلحة» دخلت سوريا من دول مجاورة وتستخدمها جماعات من بينها تنظيم «القاعدة». وتابع امير عبد اللهيان: «للاسف لا تتخذ امريكا ولا دول المنطقة خطوات للسيطرة على الحدود».
واضاف انه «لا يعتقد ان سوريا ستتعرض لهجوم من قوى اجنبية، لكن اذا حدث ذلك فلن تحتاج الى مساعدة ايران للدفاع عن نفسها». وتابع : «سوريا مستعدة منذ سنوات للرد على أي هجوم عسكري عليها من («اسرائيل») أو أي دولة أخرى ويمكنها الرد بقوة على أي عمل عسكري بنفسها وباستعداد تام».
وتدعم ايران وروسيا خطة النقاط الست لحل الازمة التي قدمها مبعوث الاممالمتحدة السابق للسلام في سوريا كوفي عنان. واستقال عنان المحبط من المهمة الاسبوع الماضي وانحى باللائمة في ذلك على «تبادل الاتهامات والسباب» داخل مجلس الامن.
إسرائيل تطور الدرع
في هذه الأثناء , كشف مصدر امني إسرائيلي ان تل ابيب تطور درعها الصاروخية من طراز «Arrow 2» (سهم 2) في سباق تسلح تدعمه الولاياتالمتحدة ضد ايران وسوريا واعداء اقليميين آخرين.
ونقلت «رويترز» أمس عن مسؤول رفيع طلب عدم الكشف عن هويته، بأنه يجري نصب الجيل الجديد من الصواريخ الاعتراضية الموجهة وأجهزة الرادار والتكنولوجيا لجعل «سهم 2» يتزامن مع الانظمة الامريكية ضمن بطاريات اسرائيلية تم نشرها، وهي عملية ستستغرق عدة اسابيع. واضاف ان هذه الخطوة «جزء من السباق التكنولوجي في المنطقة».
ويذكر ان منظومة «Arrow» معتمدة في الجيش الاسرائيلي منذ عام2000 وهي مصممة لتفجير الصواريخ القادمة على ارتفاعات كبيرة بما يكفي لتدمير الرؤوس الحربية غير التقليدية.
وجاءت هذه التصريحات بعد يوم من اعلان ايران عن اختبار ناجح للصاروخ المطور القادر على اصابة أهداف في البحر بمدى يتجاوز 300 كلم. وأكد وزير الدفاع الايراني أحمد وحيدى إن «الجيل الرابع من صاروخ فاتح 110 الذي يتميز بقابلية استهداف عالية الدقة بمدى أكثر من 300 كلم، تم اختباره بنجاح». هذا وكانت اسرائيل هددت مرارا بشن هجوم وقائي على مواقع نووية ايرانية، مما قد يسفر عن نشوب نزاع مسلح أوسع نطاقا في المنطقة. وفي المقابل، توعدت ايران بالرد على أي هجوم اسرائيلي.