نظم المسار الديمقراطي الاجتماعي نهاية الأسبوع الماضي بمدينة قصر هلال ندوة بعنوان «تونس إلى أين ؟» حضرها القيادي في المسار جنيدي عبد الجواد والأستاذان فاضل موسى وحافظ الحلواني فضلا عن عدد من الأحزاب كالحزب الجمهوري وحركة نداء تونس والجبهة الشعبية والاشتراكي وشبكة «دستورنا». وأوضح جنيدي عبد الجواد أن تونس تعيش تداعيات الثورة الثانية بعد ثورة بورقيبة على الاستعمار وأنه لا يحق لأي حزب أن يلعب دور البطولة وينسب إلى نفسه قيادة الثورة باعتبارها كانت تلقائية وقادها شعب يتوق إلى الحرية والديمقراطية وينشد الشغل والكرامة مذكرا بمراحل قيام ثورة 14 جانفي التي انطلقت شرارتها من الحوض المنجمي ثم من المنستير على إثر وفاة المواطن عبد السلام تريمش وصولا إلى حادثة البوعزيزي بسيدي بوزيد. وقال عبد الجواد إن أهداف الثورة لم تتحقق بعد وإن هناك انحرافا في مسارها لابد من تصحيحه قبل فوات الأوان معتبرا تصريحات رئيس الجمهورية حول تكوين حكومة مصغرة تضم كفاءات «كلاما صحيحا وهو ما يدعو إليه تيار المسار اليوم وكان دعا إليه من قبل القطب الحداثي». وأكد أن الشرعية الانتخابية وحدها لا تكفي وأن تونس تعيش اليوم بداية مرحلة ديمقراطية يجب أن تساهم فيها جميع الأطراف بلا استثناء وندد بالعنف الذي يحصل بين الفينة والأخرى وب«الهجومات الشرسة التي تريد أن تنال من الاتحاد العام التونسي للشغل الذي لا يمكن لأحد أن ينكر قيادته وتنظيمه للمظاهرات الشعبية إبان الثورة». ونادى عبد الجواد بضرورة التداول على السلطة والتعايش السلمي مؤكدا ضرورة «تكوين عائلة ديمقراطية موسعة تضم مجموعة من الأحزاب والجبهات التي لها نفس الأهداف لخلق قوة تقلب الموازين قبل الانتخابات». ومن جهته تحدث حافظ الحلواني عن الواقع الاقتصادي بالبلاد بعد الثورة وذكر أن تدهور المقدرة الشرائية للمواطن وغلاء الأسعار تغني عن كل تعليق ويمكن اعتبارها محرارا للوضع الاقتصادي عموما بعيدا عن الأرقام ولم ينف أن الوضع صعب وأن العجز يتفاقم وأن الحلول يجب أن تتوفر في أسرع وقت وهو ما تسعى إليه كتلة المسار الديمقراطي صحبة حلفائها. وأثناء مداخلته عبر النائب بالمجلس التأسيسي فاضل الموسى عن سعادته بتقارب الأفكار والتوجهات مع الأحزاب التي ينوي المسار التحالف معها خاصة بعد أن استمع إلى مداخلات موجزة لممثليها وقال إن حركة النهضة متذبذبة في الحكم وأنها تصدر قرارا وسرعان ما تتراجع فيه انطلاقا من الحراك الاجتماعي. وذكّر موسى بما حصل عند مناقشة مسائل تطبيق الشريعة والمساواة بين المرأة والرجل وغيرها من المسائل الأخرى كما أشار إلى أن الحكومة الحالية تعيش تجاذبات سياسية وتسعى إلى السيطرة على مفاصل الدولة من خلال تعيينات حزبية مهملة في الوقت ذاته شواغل الشعب ومتغافلة عن تحقيق مطالبه مما تسبب في حالة احتقان برزت في سليانة وقد تبرز في ولايات أخرى. لكن موسى طمأن الحاضرين على مستقبل تونس وقال «الحمد لله أن النهضة تولت الحكم في هذه المرحلة الانتقالية وهو ما مكن الشعب من الاطلاع على مستوى عملها بما يجعله يتفادى أمره أثناء الانتخابات المقبلة واختيار أحزاب تضمن له الحرية والعيش الكريم» ودعا إلى تنظيم الصفوف من الآن استعدادا للانتخابات.