مازالت الدعوة التي اقرها الاتحاد العام التونسي للشغل إلى الإضراب العام يوم 13 ديسمبر الجاري قائمة كما واصلت حركة النهضة تشبثها بمواقفها من ان «ميليشيات الاتحاد» هي التي اعتدت على «المواطنين» يوم الاحتفال بذكرى استشهاد الزعيم فرحات حشاد فهل هناك احتمال للوصول إلى المصالحة؟ تشهد البلاد منذ احداث سليانة حالة من التوتر التي تفاقمت بعد احداث ساحة محمد علي بالعاصمة يوم إحياء الذكرى الستين لاغتيال الزعيم الوطني فرحات حشاد وقد انحصر الصراع بعدها بين الاتحاد العام التونسي للشغل وبين حركة النهضة.
ويرى الاتحاد، الذي اقر الاضراب العام في كامل تراب الجمهورية ليوم 13 ديسمبر الجاري كما قام بإضرابات عامة في كل من ولايات صفاقس وسيدي بوزيد وقفصة والقصرين، يرى ان حركة النهضة تعمدت ارسال مليشيات رابطات حماية الثورة لاقتحام مقره والاعتداء على مناضليه وانه كان مجبرا على التحرك للدفاع عن مقاره ومناضليه ضد تلك الهجمة التي اعتبرها جاءت لتركيعه ولتحييده في الساحة السياسية.
ومن جهتها اعتبرت حركة النهضة على لسان رئيسها الأستاذ راشد الغنوشي ان لجنة التنظيم بالاتحاد «ميليشيات راديكالية» قامت بالاعتداء على «مواطنين» جاؤوا كغيرهم للاحتفال بتلك الذكرى مضيفا ان هناك أطرافا «سياسية راديكالية» في الاتحاد تسعى الى استغلاله في مواجهات سياسية كما طالب بتفتيش مقار الاتحاد وإخلائها من «الأسلحة والمليشيات».
وتزامنت تصريحات الغنوشي مع انعقاد الهيئة الادارية للاتحاد التي اعتبرت ان تلك التصريحات سكبت الزيت على النار وكشفت حقيقة من يختبئ خلف رابطات حماية الثورة ومن حرضها على اقتحام مقر الاتحاد وان رئيس حركة النهضة خاصة بدفاعه المستميت على تلك الرابطات دخل في تحد واضح للاتحاد او ما عبر عنه البعض بمعركة «كسر العظام».
ومن جهتها اعتبرت حركة النهضة والحكومة ان الاعلان عن الاضراب العام فيه اضرار بمصلحة البلاد لكنها لم تتراجع ابدا عن مواقفها من الاعتداء الذي حصل وواصلت الدفاع عن رابطات حماية الثورة في حين قال الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل حفيظ حفيظ ان «العديد من المشاركين في الهجمة على مقر الاتحاد هم قيادات جهوية ومحلية لحركة النهضة في تونس الكبرى».
واكد الاتحاد ان لديه الصور التي تثبت ذلك لكن حركة النهضة رفضت تلك التصريحات ونفت اية علاقة لها مع مواصلة تمسكها بروايتها حول الاحداث من ان «ميليشيات الاتحاد» هي التي هاجمت المتظاهرين وبقي الحال على ما هو عليه وهو ما جعلنا نتساءل اليوم عن مدى امكانية حصول المصالحة بين الطرفين وما هي شروط كل طرف لذلك؟
مطالب «النهضة» كما وردت على لسان رئيسها 1 حل مليشيات الاتحاد 2 تفتيش مقار منظمات المجتمع المدني واخلائها من الاسلحة والمليشيات 3 اقصاء الاطراف الراديكالية التي تسعى الى استغلال الاتحاد 4 العدول عن قرار الاضراب العام واعتباره خطأ تاريخيا خطيرا
مطالب الاتحاد كما وردت في بيان الهيئة الإدارية 1 تقديم المعتدين الى المحاكمة ومقاضاتهم على كل ما اقترفوه خاصة أن الأحداث موثقة بالصور والأشرطة والأسماء. 2 حل ما يسمى بلجان «حماية الثورة» التي أثبتت الأحداث التي عاشتها بلادنا في الأشهر الأخيرة إنها مليشيات تتحرك بأمر من الحزب الحاكم للاعتداء على كل من يخالفه الرأي. 3 رفع شكوى إلى منظمة العمل الدولية لاتخاذ موقف من الاعتداءات المتكررة التي تستهدف نقابيي الاتحاد العام التونسي للشغل. 4 دخولنا في إضراب عام وطني احتجاجا على الاعتداءات التي استهدفت منظمتنا وذلك كامل يوم الخميس 13 ديسمبر 2012.