الحكومة ليست في مواجهة منظمة نقابية.. بل معارضة راديكالية - طالب رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي امس خلال ندوة صحفية عقدها بمقر الحركة بأريانة بتكوين لجنة مستقلة تحدد المسؤوليات وتحيل المذنبين على التحقيق فيما وقع في ساحة محمد علي. وفي تصوره للأحداث التي شهدتها ساحة محمد علي أول أمس قال:" تم الاعتداء على أناس مواطنين كانوا أو ممثلين عن رابطات حماية الثورة جاؤوا للاحتفال بذكرى وطنية لاغتيال فرحات حشاد، من قبل عشرات الرجال المدججين بالهراوات والذين يحملون شارات موحدة وهي شارة الاتحاد العام التونسي للشغل"... ورأى الغنوشي أن" هذه الفئة مستهدفة من قبل ميليشيات الاتحاد"..ودعم ما قاله بعرض مجموعة من الصور التي تم تداولها على صفحات الفايس بوك والتي تظهر جانبا من تبادل العنف. ودعا الغنوشي الى" تفتيش كل المقرات وتنظيفها نظرا لتكرار وجود عصي و"مولوتوف" في اكثر من مقر للمنظمات على غرار اتحاد الفلاحين والاتحاد العام التونسي للشغل..» الامر الذي يتعارض حسب رأيه مع منظمات المجتمع المدني. وقال:»الحكومة لا تجد نفسها في مواجهة منظمة نقابية بل معارضة راديكالية بسبب انتماء عدد من أعضاء الاتحاد لأحزاب مراهنة على اسقاط الحكومة ودفع البلاد الى الفوضى وحالة اللاأمن". واستشهد في السياق بما شهدته مؤخرا ولاية سليانة من»أحداث مؤلمة كانت الطلبات المشطة للمسؤولين في اتحاد الشغل والتي وصلت حد المطالبة بعزل الوالي سببها". وأضاف أن حركة النهضة "تقر بدور اتحاد الشغل كمنظمة عريقة ولكن ترى أن الاتحاد يتعرض لضغط كبير من طرف عناصر ذات مرجعية سياسية.. تنادي بثورة على حكومة منتخبة." وعبر عامر العريض عضو المكتب السياسي لحركة النهضة عن استغرابه من "التصريحات المتوترة التي صدرت عن قياديي الاتحاد وجاء فيها دعوات للحرب". وبين أن الاتحاد ينقسم الى "تيار نقابي وطني وتيار ايديولوجي لا وطني.." ودعا الاتحاد ان يكون أكثر وضوحا».. مشيرا الى أنه "يتوهم من يعتقد أنه سيخطف الاتحاد مثله مثل الداعي الى ثورة ثانية." ومن جانبه أقر الغنوشي بوجود" أزمة مع اتحاد الشغل، يدفع الى تصعيدها عدد من المتأدلجين داخل قيادة الاتحاد..» ويرجح أنها ازمة عابرة. واعتبر أن الاضراب العام في بعض الجهات يندرج ضمن العمل السياسي خاصة عديد الاضرابات نظمت على خلفيات تافهة في عديد المرات.. حسب تعبيره. قبل ان يضيف: "ما تعيبه حركة النهضة على الاتحاد" قوى متسربة تجعل منه رأس رمح للصراع مع الحكومة ومع حركة النهضة". وعن سؤال "الصباح" حول استماتة حركة النهضة في الدفاع عن رابطات الثورة الأمر الذي قد يؤكد مقولة أنها جناح للحركة ؟ قال رئيس حركة النهضة أن «رابطات حماية الثورة ضمير من ضمائر الثورة.. وهي منتوج من منتوجاتها.. يوافقون الحكومة في بعض الأحيان ويخالفونها في البعض الأخر.. ومن قلة الموضوعية وصفهم بأنهم تابعون لأي حزب." أما عن التناقض بين موقف حركة النهضة مما حدث في ساحة محمد على وبقية أحزاب الترويكا، رأى الغنوشي ان الاختلاف وارد لان الائتلاف لا يلزم أعضاءه اتخاذ نفس المواقف.. ويبيح تعدد الاراء. وأكد الغنوشي على أهمية "التفاوض والحوار بين الحكومة والاتحاد وبقية الاحزاب الاسياسية مشيرا الى أن الحكومة قد تحملت مسؤوليتها كاملة في هذا الصدد فقد قدمت تنازلات داخل الحياة السياسية سواء في موضوع الشريعة أو النظام السياسي.. من أجل تحقيق البناء الجديد وانجاح العملية الديمقراطية للبلاد». وحول المنادات بثورة ثانية قال:«هناك من يبشر بذلك.. غير أنه في الديمقراطية التي نعيشها لا نغير الحكومة عبر الشارع فالطريقة الوحيدة لذلك اما بالانتخابات أو عبر البرلمان." وأضاف: "غير الديمقراطيين المؤمنين بالفكر الستاليني يوهمون انفسهم بالثورة الثانية".