وصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل امس الى قطاع غزة، في زيارةً هي الأولى من نوعها تستمر أربعة أيام ... وهي الزيارة التي اعتبرها الولادة الثالثة له بعد ولادته الأولى الطبيعية وولادته الثانية عام 1997 بعد فشل الموساد في اغتياله بالأردن. كما تمنى مشعل أن تكون الولادة الرابعة بتحرير فلسطين كل فلسطين من الإحتلال الصهيوني، حسب تعبيره. وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أنه يتمنى «الشهادة» على أرض غزة. وقال مشعل للصحافيين بعيد وصوله الى الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي قادما من مصر باتجاه غزة التي يزورها للمرة الأولى «أتمنى من الله أن يرزقني الشهادة على أرض فلسطين وعلى أرض غزة»... كما توجه مشعل لرؤية بقايا سيارة الجعبري التي تمّ نقلها الى رفح خصيصاً للمناسبة.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق والذي قدم مع مشعل «هذا أعظم شعور بحياتي ولحظة تاريخية لا تنسى». وأضاف الرشق أن «امنياتنا تحققت بأن نقبّل أرض فلسطين الطاهرة». كما رحّب القيادي في حركة حماس محمود الزهار بهذه الزيارة التي «لها دلالات كبيرة»، مشيرا الى أنه «مهما غاب الفلسطيني عن وطنه فسوف يعود بعد انتصار دائما».».
وقال مشعل «نحن مدينون لكم يا شعب غزة ويا فصائل المقاومة ولولاكم لما زرنا غزة اليوم»، مضيفا، «اليوم نزور غزة وغداً رام الله والقدس ويافا وحيفا وعكا». من جهته، رحب اسماعيل هنية، بزيارة مشعل والوفد المرافق له أرض غزة، قائلا «أنتم اليوم على أرض غزة وسمائها وزيارتكم هي زيارة تاريخية وهي خطوة نحو العودة».
وقال هنية في مؤتمر صحفي من معبر رفح، إن هذه اللحظة «تاريخية» في مسيرة الشعب الفلسطيني. وأضاف «أنتم على أرض فلسطين وتحت سمائها وتتنسمون عبيرها وإنها الصيحة في وجه الاحتلال بأن لا بقاء لك على أرض فلسطين المباركة». وتابع هنية: «دخول مشعل -أبو الوليد- منذ أكثر من ثلاثين عاماً حدث تاريخي بالنسبة له وللأمة، وهي لحظات اللقاء بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد».
ويرافق مشعل في هذه الزيارة نائبه موسى ابو مرزوق بالإضافة الى عضوي المكتب السياسي عزت الرشق ومحمد نصر. وبعد وصول الموكب الى الجانب الفلسطيني من معبر رفح، قام مشعل بتقبيل التراب قبل أن يعانق رئيس وزراء حكومة حماس في غزة اسماعيل هنية. ومن المقرر أن يشارك مشعل في ذكرى انطلاقة حركة المقاومة الفلسطينية حماس اليوم في ساحة الكتيبة وسط القطاع. وكان في استقبال مشعل وقيادة حماس جمع من الفلسطينيين، حيث دعت الحركة انصارها وأبناء الشعب الفلسطيني إلى النزول إلى شارع صلاح الدين لاستقبال مشعل الذي يزور غزة لأول مرة وتزامنا مع زيارة مشعل نشرت كتائب القسام التابعة لحركة حماس اعدادا كبيرة من عناصرها على امتداد شارع صلاح الدين وفي محيط المنطقة التي سيعبرها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. وكان من المقرر ان يصل برفقة مشعل، امين عام حركة الجهاد الاسلامي رمضان شلح الذي الغى زيارته بسبب تحذيرات من عزم اسرائيل اغتياله وفق بعض المصادر.
وفي ذات السياق هدد القيادي في حركة حماس والنائب عنها في المجلس التشريعي، اسماعيل الاشقر، الاحتلال الاسرائيلي برد قاس وغير متوقع في حال أقدمت على اغتيال خالد مشعل أواي من اعضاء الوفد القيادي المرافق له خلال الزيارة التي ستتم اليوم الجمعة.
وقال الأشقر في تصريحات للموقع الالكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن حماس لا يوجد لديها أي ضمان بأن لا تتعرض إسرائيل إليه أو لأي من اعضاء الوفد القيادي المرافق له.... وقال «إسرائيل ستدفع الثمن باهظاً في حال فعلت ذلك». وأضاف «بعد اغتيال الجعبري، إسرائيل والعالم شاهد رد حماس وكيف استجابت لذلك».
ونفى الاشقر علم حركته والحكومة المقالة بغزة بالأنباء التي وردت عبر بعض وسائل الإعلام حول نقل الجانب المصري تهديدات اسرائيلية لأمين عام الجهاد الإسلامي رمضان شلح، ونائبه لاغتيالهم في حال زاروا غزة كما كان مقررا، مشددا أنهم «لم يتلقوا أي معلومات رسمية بهذا الشأن». وقد نفت مصادر في حماس أن يكون حرص مشعل على المشاركة في ذكرى الانطلاقة في غزة يرتبط بتغيير في موقفه الرافض لتوليه موقع رئاسة المكتب السياسي للحركة لولاية خامسة.
وأكدت المصادر لصحيفة «الشرق الأوسط» السعودية، أنه لم يحدث أي تغيير في توجهات مشعل بشأن مستقبله السياسي، موضحة أن مشعل يواصل التأكيد لكل من يلتقي به تصميمه على عدم مواصلة تحمل مسؤولية قيادة الحركة. وأضافت المصادر أن كل المؤشرات تدل على أن نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق سيتم اختياره خلفا لمشعل، متوقعة أن يتولى هنية موقع نائب رئيس المكتب السياسي. ولم تستبعد المصادر أن يتم التوصل لصيغة توافقية بهذا الشأن قبل التئام مجلس الشورى العام للحركة، الذي من المتوقع أن ينتخب أخيرا أعضاء ورئيس المكتب السياسي للحركة.