أمضى أواخر الأسبوع الفارط ممثلو أهالي ومتساكني «الخوالة» من معتمدية الغريبة من ولاية صفاقس على ميثاق المحافظة على المحمية الطبيعية لجزر الكنائس بحضور عدد من المتدخلين في انجاز مشروعي حماية الثروات البحرية بخليج قابس. كانت الطريق المؤدية الى سواحل جزر الكنائس ترابية ضيقة تتناثر على جنباتها بيوت المتساكنين وتعبر حالتها عن الوضع الاجتماعي المتردي للمنطقة وقلة الموارد المالية للاهالي الذين هبوا لاستجلاء الامر حول المشروع معبرين عن تخوفهم من تكرار تجارب تنموية سابقة انتهت بسرقات ونهب للثروات.
عبد القادر باوندي الخبير البيئي كان صحبة عدد من اعضاء جمعية تواصل الاجيال المشرفة على مشروعي حماية وتنمية جزر الكنائس يتنقلون بين اهالي المنطقة المجتمعين على الشاطئ لاقناعهم بضرورة التشارك والتوافق من اجل صالح المجموعة وقد ابدى عدد منهم معارضة لبعض بنود الاتفاقية لمصالح شخصية ضيقة كالبند المؤكد على ضرورة الامتناع عن الصيد بالكيس او حماية المحمية من الاثار السلبية «للدوادة». بنود الاتفاقية التي امضى عليها اكثر من مائة شخص من اهالي جزر الكنائس ممن تمكنوا من الحضور تؤكد الى جانب ذلك على ضرورة احترام القواعد المنظمة للمحمية والعمل على تثمين الثروات الطبيعية والمنتوجات المحلية وترشيد استغلال الاحياء البحرية وتطوير انشطة اقتصادية موازية للصيد البحري كالسياحة البيئية وتكوين هيكل مهني يمثل البحارة ويستقطب اكبر عدد منهم للدفاع عن حقوقهم والالتزام بواجباتهم تجاه المحمية.
تكوين هيكل مهني يجمع اكبر عدد ممكن من البحارة و»اللقاطة» كان موضوع حوار كبير تضاربت فيه الاراء بين مشجع عليه ومتخوف منه بحكم ما خلفته التجربة السابقة من مرارة وعدم ثقة بعد ان تمت سرقتهم بانجازات وهمية وضربوا لذلك مثلا فضاء صغيرا غير تام الاركان كلفهم اكثر من 8 الاف دينار في حين يؤكد اغلبهم ان تكلفته لا تتجاوز الالفي دينار في اقصى الحالات وهو ما جعل اقناعهم صعبا وتطلب الكثير من الحوار من طرف ممثل وزارة الفلاحة وممثل مركز تونس الدولي لتكنولوجيات البيئة وأعضاء جمعية تواصل الاجيال ليمضي بعضهم عن مضض وتخوف من تكرر نفس مصير المجمع المهني السابق.
المشروع وحسب ما تؤكده رئيسة جمعية تواصل الاجيال بتمويل من البنك العالمي بالتعاون مع المركز الدولي لتكنولوجيات البيئة بتونس وسيتم انجازه تحت شعار «تعبئة السكان المحليين لحماية وتثمين المحمية الطبيعية بجزر الكنائس» ويهدف بالأساس الى تحسيس أهالي المنطقة من رجال ونساء وأطفال بأهمية الثروة البيئية التي تحتويها جزر الكنائس وتدخل الزيارة الميدانية الاخيرة في اطار التعريف بالمكونات الطبيعية للمنطقة وتحسيس الشباب وخاصة ابناء الجهة بتنوعها البيولوجي وامكانيات استثمارها وتثمينها من خلال مشاريع تهتم بالسياحة البيئية والصيد البحري التقليدي والفلاحة البرية وخاصة غراسة الزيتون وهو ما تم تضمينه في ميثاق المحافظة على المحمية.