بعد أن كان الملعب مهدّدا بالاغلاق نتيجة الحالة السيّئة للأرضية المعشّبة قامت بلدية باجة بتركيز فريق فني قارّ تحت اشراف السيد توفيق المرعي مدير المنشآت الرياضية لصيانته وهو ما مكّن من تجاوز هذا العائق في ظرف وجيز ومن عودة نضارة العشب. لم يكن الأمر سهلا في بدايته هكذا قال مدير المنشآت الرياضية حيث أمام ضغط رزنامة الموسم الماضي وتعدّد المباريات وفي غياب ملعب فرعيّ لتمارين أكابر الأولمبي الباجي حاولنا استغلال بعض فترات توقّف نشاط البطولة للقيام بجملة من أشغال صيانة العشب الاّ أنّ ذلك لم يكن كافيا بالمرّة كما أنّ عدم وجود يد عاملة مختصّة في الصيانة ساهم في تسجيل تأخّر كبير في التدخّل الفوريّ ممّا أدّى الى تدهور سريع لحالة العشب.
غير أنّه قبل انطلاق بطولة هذا الموسم وضعت برنامجا بالتّنسيق مع بلديّة باجة لتكوين فريق مختصّ يتكوّن من 6 عملة حيث تتوزّع مهامهم بين المداواة والتسميد وقصّ العشب.
فرق قارّة للصّيانة
عن سرّ عودة نموّ العشب بالملعب واخضراره أبدى السيد توفيق المرعي تأكيده على اعطاء كلّ مرحلة من مراحل التعهّد والصّيانة الوقت الكافي لحصول الجدوى منها ولن يتمّ ذلك الاّ بوضع جدول متابعة أسبوعيّ وآخر سنويّ حتّى يتسنّى متابعة كلّ ما يطرأ على حالة العشب من تغييرات والوقاية من الأمراض والفطريات الّتي تصيبه وأضاف أنّ نوعا خطيرا من الدّيدان يظهر خلال شهر أكتوبر وله تأثيرات سلبيّة جدّا اذ يلتهم جذور النّبتة ممّا يقضي نهائيّا على العشب وهو ما يتطلّب فطنة كبيرة ويقظة واستعدادا قبليّا لذلك اذ يقوم الفريق خلال شهر سبتمبر برشّ المبيدات لمنع ظهوره مع امكانية اعادة العمليّة ثانية ان لزم الأمر ذلك.
ولن يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ بل يتطلّب القيام بمداواة مرض «الحمراء» الّذي يبدأ ظهوره خلال أشهر فيفري وماي وجوان وهو نوع من الفطريات سريع الانتشار ومضرّ بنوعيّة النّبتة ولن تتمّ السّيطرة عليه الاّ بالمداواة خلال فترة شهر تسبق ظهوره.
أمّا الجانب الآخر من الصيانة فيتعلّق بعمليّة التّسميد باستعمال مادّة الأمونيتر المخصّص للعشب مع اضافة مواد أخرى وذلك بمعدّل حصّتين خلال السّنة واحدة في شهر أكتوبر والأخرى في شهر فيفري وهذه العملية تكتسي أهميّة بالغة في المحافظة على اخضرار العشب.
وحتّى يتمّ تدعيم سمك العشب أفاد مدير المنشآت الرياضية أنّه لا بدّ من انجاز عمليّة القصّ مرّتين في الأسبوع وذلك خلال فصلي الرّبيع والصّيف حيث تكون الظّروف المناخيّة مساعدة على سرعة نموّ النّبتة أمّا خلال فصل الشّتاء فيقتصر الأمر على قصّ العشب مرّة واحدة قبل اجراء المباراة.
ويقوم بعد ذلك فريق قارّ يتكوّن من مشرف و 4 عملة بالقيام بعمليّة الريّ الآلي للعشب وذلك باستغلال بئرين طبيعيين يوجدان أسفل المدارج وان تعذّر ذلك بسبب هبوب الرياح فيقع الالتجاء الى الريّ بالمرشّات لتفادي عدم وصول الماء الى كلّ المساحات أمّا اذا نزلت الأمطار بغزارة فيقوم حينئذ الفريق بعمليّة «تنفيس» الأرضيّة لاخراج المياه الرّاكدة.
وعن الصّعوبات الّتي تعترض عمليّة صيانة العشب ليبقى على جودته أفاد السيد توفيق المرعي أنّها تنحصر في شيأين رئيسيين أوّلهما الاسراع بانجاز ملعب فرعي للتّمارين حتّى يبقى الملعب الرّئيسيّ مخصّصا للقيام بحصّة تمرينيّة تطبيقيّة واحدة ولاجراء المباريات الرّسميّة دون سواها وثانيهما التّفكير في مكان لاحداث مشروع منبت سيساهم حتما في القيام بعمليّة تعويض أجزاء من العشب الطّبيعيّ بالسّرعة المطلوبة ويرشّد استهلاك المبيدات والأسمدة علما أنّ بلديّة باجة قد وفّرت الكميات المطلوبة لمدّة سنة كاملة. ورغم مرور أكثر من 27 سنة على زراعة عشب ملعب بوجمعة الكميتي فإنّه ما زال يحتفظ بسلامة أرضيته غير أنّ تكاليف صيانته تبدو باهظة ممّا يحتّم التّفكير في اعادة تعشيبه بالكامل.