النظرة الاولى لتشكيلة الفريقين تفيد ان المنتخب الوطني قد عاد الى خطته المعروفة (4/3/2/1) في حين فضل مدرب المنتخب السينغالي الاستغناء عن هدافه في هذه الدورة وقلب هجومه نيانغ محمدو وقد يدخل ذلك في اطار البحث عن المفاجأة حتى نهاية اللقاء او عدم الرضاعن سلوك هذا اللاعب عندما احتج على تعويضه في اللقاء السابق أمام مالي. كما بدا واضحا حسب التشكيلة أن المنتخب السينغالي لعب بحذر بالمقارنة مع اللقاءات السابقة عندما تخلى عن مهاجم وفضل مدربه خطة (4/5/1) على (4/4/2) لكن مع سعي اللاعب لمين ساكو الى القيام بدور المهاجم في غالب الاحيان وكأن المدرب غيّر المراكز نسبيا في الهجوم ولكن حافظ على نفس الرسم. المنتخب السينغالي أكثر جدية الملاحظة الثانية التي يمكن استنتاجها بعد انطلاق المقابلة هي ان زملاء الحاجي ضيوف غيروا الكثير من عاداتهم السلبية في هذه المقابلة إذ كانوا أكثر جدية وأكثر صرامة مع المنافس وأكثر عنفا في التدخلات والصراعات الثنائية وقد بدا ذلك واضحاعندما كان قائد الفريق أليوسيسي يطلب من زملائه وخاصة من الحاجي ضيوف ان يلتفت الى الكرة ويهتم بها بدل مناقشة الحكم وبدا واضحا ايضا ان المدرب أعطى صلاحيات أكبر لقائد الفريق ليكون بمثابة المدرب على الميدان. سيسي يراقب بن عاشور أليو سيسي كانت له مهمة أخرى في نهاية اللقاء وهي مراقبة بن عاشور صانع ألعاب المنتخب والذي يعرف السينغاليون انه دائما وراء التمريرات في العمق للجزيري وسانطوس. صراع تكتيكي المدرب لومار وغي ستيفان اللذين يعرفان بعضهما البعض جيدا بحثا عن التصدي الى بعضهما البعض ايضا قبل التفكير في التفوق والاهداف. فمدرب السينغال جند لاعبي خط الوسط للمراقبة ولومار طلب من الجعايدي وبدرة ان يتبادلا المواقع بالنظر الى مكان الحاجي الضيوف لأن الجعايدي هو المكلف بمراقبته فإذا تحول لاعب ليفربول الى الجهة اليمنى تابعه واذا تحول الى الجهة اليسرى التحق به ايضا. أما سليم بن عاشور الذي كان مراقبا من سيسي فحاول كثيرا ان يوقع بقائد السينغال في الفخ عندما جرّه الى وسط الميدان (لاعب محوري) الى الجهة اليسرى او اليمنى حتى يحدث خللا في تمركز لاعبي السينغال. لماذا غابت الفرص في الشوط الاول؟ على امتداد الشوط الاول غابت الفرص تقريبا من الجانبين ويعود ذلك بالتأكيد الى خطة المدربين المتشابهة خاصة على مستوى الخطين الخلفيين لأن كل مدرب جند سبعة لاعبين لهم نزعة دفاعية ( مدافعين و لاعبي وسط من كل جانب) ولذلك كان الشوط الاول بلا فرص وحضرت المحاولات فقط واحدة لتونس والاخرى للسينغال بعد مخالفتين. حركية في الشوط الثاني في الشوط الثاني حاول المنتخب ان يفرض نسقه على المنافس وان يحاصر زملاء كامرا في مناطقهم مع استعداد الخط الثاني للتصويب من بعيد لان الرؤية أصبحت صعبة بالنسبة الى الحارس ولذلك صوّب لاعبونا في أكثر من مناسبة (العياري والجعايدي) الى ان تمكن المناري من تسجيل الهدف الاول بتسديدة رأسية وتصويب ازدواجي من الجزيري. هذا الهدف أدخل حركية على المقابلة وارتفع النسق رغم ان المستوى لم يتحسن كثيرا وسعى منتخب السينغال الى التقدم الى الأمام وعوض المدرب لاعب وسط ميدان دفاعي (دياو) بمهاجم (نيانغ) ولذلك ألقى المنتخب السينغالي بكامل ثقله الى الأمام بحثا عن هدف التعادل. العزيمة والاصرار بعد تسجيل الهدف كان لابد ان يتسلح اللاعبون بعزيمة أقوى وكان لابد ان يكونوا أكثر اصرار وان يتعلقوا بحقهم في المرور الى المربع الذهبي ولذلك غاب التكتيك والمهارات واختلط الدفاع بالهجوم وأصبح سانطوس المدافع الاول وفي مثل هذا الظرف كان لابد ان يضع اللاعبون اليد في اليد. ... شوط ثالث!! عند انتهاء الوقت القانوني أشار الحكم بوجسيم الى الحكم الرابع بإضافة دقائق كاملة وكان الوقت الاضافي بمثابة الشوط الثالث بل كان أطول من كامل اللقاء وكان من المنتظر ان يضيف الحكم او دقائق على أقصى تقدير باعتبار التوقف وكذلك التغييرات لكنه أراد تقريبا ارضاء السينغاليين الذين احتجوا على كل حركة وكل تماس وكل مخالفة وكان «الشوط الثالث» صعبا جدا لأن السينغاليين لعبوا باندفاع كبير وبعنف أحيانا. عندما يتهور ديوب لاحظ الجميع أن لاعبي المنتخب السينغالي كانوا متشنجين في اللقاءات السابقة وكثيرا ما يقعون في فخ الانفعال وفي ربع النهائي وبالنظر الى انه بمثابة لقاء الكأس حيث ينسحب المنهزم وبعد ان افتتح المناري التسجيل حضرت الاحتجاجات وأراد لاعبو السينغال الضغط على الحكم حتى يتعاطف معهم ويمنحهم المخالفات وربما ضربة جزاء.. واذا كانت هذه الاشياء موجودة في كرة القدم فإن من غير المسموح به هو ان يتهور اللاعبون وخاصة بوبا ديوب الذي فقد بريقه وتألقه في النهائيات الافريقية والمونديال وتحول الى كتلة من اللحوم والشحوم وكان لا يفكر الا في الاعتداء على المنافس والحكم. وما إن أعلن الحكم عن نهاية اللقاء حتى اتجه الحاجي ضيوف الى الحكم للاعتداء عليه ومهما كانت الاخطاء (وهي غير موجودة) ليس هناك ما يبرر الاعتداء على الحكم وكذلك من المنتظر ان تسلط عقوبات على منتخب السينغال. شد عصبي واغماءات نهاية المقابلة رافقها أيضا الشد العصبي سواء على الميدان او في المدارج وقد وصل الشد العصبي الى منصة الصحفيين حيث أغمي على احدى الصحفيات السينغاليات وتدخلت الحماية المدنية لانقاذها. هكذا نريدكم رغم ان أداء المنتخب لم يبلغ درجة الجيد فإن الذي أحدث الفارق هو الاندفاع واللعب برجولة واستماتة الى آخر لحظة من المقابلة واذا واصل على هذا النسق لا خوف عليه والاكيد انه كلما اقترب موعد اللقاء النهائي كلما تشبث اللاعبون بحقهم في الانتصار وحق تونس عليهم في الحصول على أول لقب افريقي. دقائق ساخنة دق2 : مخالفة لفائدة السينغال كامارا ينفذ وبوبا ديوب يصوب بالرأس بجانب المرمى. دق6 : مخالفة من العياري الذي صوب ولكن الكرة تعود أمام الجزيري الذي صوب بقوة والكرة في الركنية. دق51 : أنيس العياري يسدد من بعيد والكرة تصطدم بأحد المدافعين وتتحول نحو الركنية. دق65 : الجزيري يصوب بطريقة ازدواجية والمناري يصعد عاليا ويغالط الحارس ويسجل هدف الترشح.