عبر العديد من بحارة الحمامات عن استيائهم بسبب المتاعب التي يتعرضون لها اثناء القيام بعمليتي الإبحار وسحب مراكبهم إلى الشاطئ للتوقي من مخاطر هيجان البحر وما قد يسببه من اضرار لمراكبهم وبالتالي فإنهم يطالبون بحلول. وقد طالبوا مؤخرا السلط المحلية بالتدخل لإيجاد حل سريع بتمكينهم من الإلتجاء عند الضرورة لمارينا ياسمين الحمامات واستغلال الحلق الموضوعة على ذمتهم حسب رأيهم تحت إشراف البلدية التي كان لها رأي آخر في الموضوع.فأهالي الحمامات عرفوا منذ القدم بحبهم للفلاحة والصيد البحري قبل ان تزحف السياحة منذ الستينات لتتبوأ بعد ذلك المكانة الأولى على مستوى توفير مواطن الشغل وموارد الرزق وهذا ما تسبب في تراجع مكانة الفلاحة والصيد البحري بشكل كبير ورغم ذلك فقد حافظ عشرات البحارة على هذه المهنة الشاقة وحافظت بالتالي بعض مراكب الصيد والقوارب على مكانها فوق رمال شاطئ وسط المدينة متحدية العوامل المناخية وراسمة بألوانها الزاهية أحلى اللوحات وأجمل البطاقات البريدية التي تميز مدينة الحمامات. «الشروق» تحولت إلى شاطئ وسط المدينة حيث التقينا مجموعة من البحارة الذين لا يطيقون فراق البحر حتى في فترات الراحة التي قد تطول في فصل الشتاء بحكم العوامل الطبيعية فقد افادنا محمد الباصومي (صاحب مركب صيد) أن الصيد البحري يمثل مورد رزقهم الوحيد ولكن ظروف عملهم تبقى صعبة خاصة عند عملية الإبحار أو سحب المراكب إلى الشاطئ عن طريق الجذب باستعمال الحبال والأيدي وهذا ما يتطلب الإستنجاد ببعض المارة لمد يد المساعدة للقيام بهذه العملية التي تسبب لهم أضرارا بدنية إلى جانب ما تلحقه من أضرار كذلك بالمراكب رغم مطالبتهم منذ سنوات طويلة بإنجاز «دريقة» وهو مكان يقع الالتجاء إليه لتجنب أمواج البحر ويرى الحل العاجل في تمكينهم من دخول ميناء ياسمين الحمامات وتوفير جرار للمساعدة على عملية الإبحار وسحب المراكب. ويضيف البحار سفيان السعيدي بالقول ان ظروف العمل الصعبة وعدم وجود الاماكن الخاصة لحماية المراكب قد دفع بالبعض إلى بيع مراكبهم وقواربهم والتخلي عن هذه المهنة كما ان اللجوء لميناء ياسمين الحمامات يكلف 35 دينارا يوميا للمركب الواحد وهذا ما يدفعهم إلى التحول لميناء بني خيار في رحلة محفوفة ببعض المخاطر كذلك نظرا لبعد المسافة.وبالنسبة لكمال بوذينة (صاحب مركب صيد ومركب ترفيهي) فهو يرى ان بقاء المراكب لمدة طويلة على الشاطئ من شأنه أن يضر بها فالرمال قد غمرت جوانب من بعض المراكب وشباك الصيد المتناثرة هنا وهناك فالوضعية الحالية مقلقة ولا بد من ايجاد الحلول المناسبة حتى لا تندثر هذه المهنة بالحمامات.حملنا جملة مشاغل البحارة إلى رئيس النيابة الخصوصية لبلدية الحمامات رؤوف جبنون الذي عبر لنا عن تضامنه مع أصحاب المهنة ولكن المساعدة العاجلة التي بإمكان البلدية أن تقدمها عند الضرورة هو توفير الجرار للمساعدة على عملية سحب المراكب إلى الشاطئ وبالنسبة لمسألة إحداث «دريقة» فهذا بمثابة المشروع الذي يتطلب دراسة شاملة.وأشار إلى أن ما يتداوله بعض البحارة حول الحلق التي وضعت على ذمتهم بميناء ياسمين الحمامات غير صحيح مؤكدا انه قد راجع بنفسه ملف هذا الموضوع وقد تبين أن شركة مارينا ياسمين الحمامات وضعت على ذمة البلدية 5 حلق مرقمة وهي عبارة عن 5 اماكن بجانب من الميناء طول الواحدة 10 أمتار وعرضها 4 أمتار إلى جانب تمكينها من محلين وذلك مجانا لمدة 30 سنة كاملة من 19 مارس 2001 إلى 18مارس 2031 مع الإشارة وان المجالس البلدية السابقة لم تبدأ في استغلال ذلك بالفعل وقد تم تفعيل هذه الإتفاقية مجددا بتاريخ 12 افريل 2012 أي منذ أشهر قليلة وطبقا للقوانين الجاري بها العمل فإن النية تتجه إلى إعلان بتة لكراء هذه الحلق في انتظار القرار النهائي.