نظر المجلس الجهوي ببنزرت في دورته الثانية في عدد من المسائل الجوهرية والداعمة للتنمية الجهوية بصفة عامة سواء على مستوى الاقتصادي أو البشري ومنها واقع وآفاق الاستثمار الصناعي والفلاحي والخدماتي والمصادقة على مشروع بلديات جديدة. كلّ ذلك يشمل كلّ من غزالة وأوتيك وبازينة فضلا عن المجالس قروية بكل من حي المنار بأوتيك والزواوين بغار الملح والقرية برأس الجبل وقد أشرف على فعاليات هذه الدورة رئيس المجلس الوالي عبد الرزاق بن خليفة بحضور كافة أفراده من الادارات الفنية الجهوية وعدد من أعضاء المجلس الوطني التأسيسي على غرار السادة بشير اللزام ومحمد العلوش ومهدي بن غربية والانسة اسيا النفاتي وجمع من هياكل المجتمع المدني المهيكل والمستقل...
الدورة عرفت تلاوة بعض التقارير المتصلة والتداول فيها في اطار صريح ومسؤول وجدي بالاخص أكد خلاله الحضور رغبتهم في تعزيز واقع حال التنمية بمفهومها الواقعي لا النظري مع استعراض العديد من المشاغل والمقترحات الجدية والجديرة بالمتابعة...
وفي هذا الصدد أشارت لجنتي الشؤون الاقتصادية والاستثمار والتشغيل الى أن العشرة أشهر الاخيرة من السنة الجارية شهدت منح الادارة الجهوية لوكالة النهوض بالصناعة والتجديد ببنزرت 302 شهادة ايداع تصريح بالاستثمار بكلفة حوالي 153 م.د لخلق أكثر من 4835 موطن عمل منها مشاريع في الصناعة بعدد 115 والبقية في القطاع الخدماتي مسجلة ارتفاعا على مستوى العدد بنسبة 14,8٪ مقارنة بنفس الفترة من سنة 2011 وكذلك على مستوى مواطن الشغل بنسبة 13,7٪، ولعل التوزيع الجغرافي يعطينا تركيزا كبيرا لهذه النوايا الاستثمارية في معتمدية بنزرت الشمالية بعدد 89 مشروع وتليها منزل جميل بعدد 38 مشروع ومن بعدها راس الجبل بعدد 33 مشروع والعالية بعدد 28 مشروع وسجنان التي بدأت تشهد اقبالا على الانتصاب بها بعدد 14 مشروع وخلفها أوتيك (13) وغار الملح (9) وغزالة (4). ومن جهة أخرى افادت التقارير المقدمة أن نفس الفترة شهدت دخول 15 مؤسسة جديدة حيز العمل والانتاج محدثة 850 موطن عمل وبكلفة استثمار ناهزت 3,9 م.د منها 8 مؤسسات مصدرة كليا، مع الاشارة أن الجهة تضم 342 مؤسسة تشغل 10 مواطن عمل فما فوق وهي تظم حوالي 54 ألف فرد منها 226 مؤسسة مصدرة كليا وتشغل 46 الف فرد...
هذا ودعت اللجنة الى العمل على الاسراع في تهيئة المناطق الصناعية المبرمجة لكل من معتمديات سجنان وغزالة وأوتيك والعمل على تهيئة المناطق الاخرى مثل ماطر وجرزونة والعالية وتينجة وأوتيك وبالخصوص العمل على ايجاد الحلول البديلة للجسر المتحرك من أجل مزيد تطوير نسق الاستثمار بالولاية. بلديات جديدة
كما صادق المجلس على اتمام اجراءات إعداد ملفات خاصة باحداث بلديات جديدة بكل من غزالة وأوتيك وبازينة من معتمدية جومين وأيضا مجالس قروية بكل من حي المنار بأوتيك والزواوين بغار الملح والقرية براس الجبل وهو ما سيمكن هذه المناطق والجهات من فرصة المساهمة في تغيير واقع حالها الاقتصادي والاجتماعي وغيره والى جانب تلاوة تقاريره عرف نسقا سريعا وجديا في تناول الملفات ولاسيما الاضافات التي جاءت على لسان الحضور من مسؤولين بكل فئاتهم وايضا مكونات المجتمع المدني من جمعيات واحزاب وغيرهم، جميعهم أدلوا بدلوهم في كافة الملفات المقترحة ولاسيما ملف احداث بلديات جديدة حيث رصدنا تعبيرا عن عدم الرضى من قبل النسيج الجمعياتي بجرزونة على عدم ادراج معتمديتهم ضمن مقترحات احداث بلدية بها مستقلة فكان الجواب من والي الجهة ان دراسة الامر ممكنة ولكن وفق نظرة شاملة للعمل البلدي بكامل بنزرت الكبرى مع الدعوة لتنشيط الدائرة البلدية اكثر واعطائها من الصلاحيات التي تساعدها على النهوض كما شدد المتدخلون على دعوة بلدية بنزرت الى ايلاء جرزونة الاهمية التي تستحق على مستوى برمجة الميزانيات الاستثمارية لتكون في مستوى حجم مساهمتها في الميزانية العامة للبلدية مع الدعوة ايضا الى بعث صندوق استثماري عام لمساعدة مختلف برامج التنمية بالمنطقة، كما رصدنا اتفاقا من قبل كافة الحضور والمتدخلين شكوى في شكل صيحة فزع من «غول» البناء الفوضوي الذي لم يترك شبرا في البر والبحر والجو الا واستباحه على غرار رفراف وسجنان والناظور وجرزونة وراس الجبل وغار الملح وغيرها من مناطق الولاية الى جانب معضلة الانتصاب الفوضوي والمطالبة بتعزيز الامن والتصدي للمنحرفين وغيرها من المشاغل العقارية التي اثرت حسب المتدخلين في مسيرة التنمية كاملة مع المطالبة اكثر بتدعيم البنية التحتية من طرقات وشبكات تطهير وغيرها والدعوة لاحداث منطقة صناعية بغار الملح وتحديدا بمنطقة الحماضة وضرورة التفكير في المناطق والاحياء الريفية الكبيرة وتحويلها الى مجالس قروية على غرار منطقة تشقة بماطر وانقاذ منطقة الخرايب الفلاحية بمنزل جميل من البناء العشوائي وطلب تعزيز ميناء غارالملح برافعة وانجاز مسالك سياحية على طول الشريط الساحلي بالولاية وغيرها من المناطق الداخلية والاسراع بانقاذ الحاجز الطبيعي الذي يفصل بحيرة غار الملح عن البحر.
