... الماء ارتفع سعره شأنه شأن الكهرباء والخضر والغلال واللحوم والمواد الغذائية والشهرية هي هي... إلى أين؟سؤال بات يتردد على شفاه كل التونسيين وهم يكتوون بنيران الأسعار التي تعودت ممارسة رياضة القفز العالي. ... فلفل أخضر جميل مزين علىمنصات العرض يكاد أن يحتل اسم «سي الفلفل»، نظرت إليه المرأة طويلا قبل أن تطلب من البائع أن يزن لها نصف رطل فقط... لا مجال هنا للسلاطة المشوية... فأسعار الفلفل مشطة والطماطم والمقدنوس وغيرها من الخضر... أسعار يرى فيها الزوالي أنها من نار ولم تعد تحتمل جيبه المتواضع مباركة السوايعي موظفة في احدى الشركات الخاصة ورغم أنها تنال مرتبا محترما الا أنها ما عادت تجد فرصة للحصول علىكل ما تريد اذ أكّدت بالقول «لنكن صريحين مع أنفسنا في الماضي وب 10 دينارات يمكنك أن تقتني كل الخضر التي تريد... واليوم تغيّر الوضع كل شيء ارتفع ثمنه... لم يعد المواطن بامكانه حتى أن يقتني ما يريد، لا مكان «للزوالي« اليوم فعلا... ولا ندري...لماذا كل هذا الغلاء خاصة مع الزيارات الحكومية فمع كل زيارة كنا نتوقع انخفاضا لكن ما يحدث هو العكس.
نفس الموقف اتخذته السيدة نسرين التي توقفت الى بائع الغلال حيث لاحظت أن الأسعار باهظة جدا ولا مكان فيها للزوالي ولا للمواطن العادي.
نسرين تعمل موظفة بشركة تأمين تحدثت عن الأسعار بالقول: «منذ سنوات طويلة أنا أقتني خضري من سوق سيدي البحري، فالأسعار شعبية في متناول الجميع، لكن اليوم لم نجد من الشعبي الا الاسم... كل شيء أصبح سعره مضاعفا ولا أدري ما الحكاية أحيانا أحس أن وراء الأمر سرّا لجعل المواطن يندم على يوم صرخ فيه طلبا للحرية... أحس أحيانا وكأنه الثمن في العقوبة التي ندفعها لأننا قلنا أو حلمنا يوما باسقاط النظام.
جميعنا كنا نتوقع أنه بعد الثورة سننصرف بقوة الى أعمالنا بحب لننجح ونتقدم... لكن ما حدث هو العكس، ما حدث هو أننا جميعا عدنا أدراجنا الى الخلف وساهم كل واحد منا في تخريب الوطن... ولا أدري لماذا؟
اليوم الأسعار والأوساخ والبطالة وكأننا لم نثر يوما... عامان مرّا بسرعة البرق لتصبح الأسعار ضعف ما كانت عليه.
مسؤولية الحكومة
لكل واحد رأيه... البائع يتعلل بكونها تلك هي الأسعار والمشتري لا خيار له الا أن يتذمّر فقط...والمسؤولية إن عادت فهي تعود إلى الحكومة وحدها. كان عليها تطبيق القانون على الجميع، لكنها حكومة أياد مرتعشة لا نسمع منهم الا الكلام فقط... أعتقد أنه وجب تحديد الأسعار بدقة كما وجب الضرب على أيدي المزايدين والمحتكرين لا الوقوف مكتوفي الأيدي.
الى أين؟
«إلى أين... الىأين؟ هكذا ردّد عبد الوهاب متقاعد متجولا بقفة شبه فارغة وسط السوق الشعبي باحثا عن بائع السردين قائلا تصوروا أن السردينة يصل سعرها الى 4 دينارات وهي التي كانت ب 700 مليم صحن مقلي شعبي قد تصل تكلفته بين بطاطا وفلفل وطماطم وبيض... ولنقل أنه بلا سمك أي كذّاب... قد يصل الى حدود 5 دينارات تكلفة دون اعتبار الخبز أو شيء اضافي..
المتجولّ داخل الاسواق الشعبية يحتار، فلا شيء بقي من الشعبي الا الزوالي كل شيء غلا ثمنه الى الضعف وأكثر والمواطن أضحى يعاني منذ الأيام الأولى التي يتحصل فيها على مرتبه... إنها حالة غير عادية وصلها التونسي اليوم قد تنبئ بحصول انفجار داخلي...سميرة الخياري كشو