تبعد منطقة وسنينت عن معتمدية الزهور حوالي (8 كلم) وهي تشتمل على عدد هام من السكان تربطهم بمقر ولاية القصرين المركزية عديد المصالح الإدارية التعليمية الصحية وغيرها وهم يسلكون مسلكا ريفيا هو عبارة عن طريق وعرة كثيرة الحفر وأنياب الحجارة إلى جانب الاودية وهو ما يسهم في انقطاعها خلال فترة فصل الشتاء المتسمة بتهاطل الأمطار وتراكم الثلوج ولأن المنطقة تفتقر إلى النقل الريفي المنظم فإن السكان يعتمدون أساسا على الدراجات النارية والعادية أو العربات المجرورة بأشكالها التقليدية. كما يملك بعض السكان سيارات هي بمثابة المفرج عن كربة النقص في وسائل النقل حيث يساهمون في تنشيط حركة النقل الرابط لريفهم بالمدينة. سكان هذه المنطقة اغلبهم من المحتاجين والفقراء والذين تشدهم إلى ارضهم علاقة وجدانية روحية حيث يعملون بها ويرفضون النزوح عنها رغم مردودها البسيط. توجد بالمنطقة كذلك مدرسة ابتدائية يعاني اطارها التربوي من رداءة هذا الطريق ورغم ذلك فهم يجابهون مصاعبه بالانضباط وعدم التغيب عن عملهم. المرضى تضيق بهم السبل خلال فترات انقطاع الطريق فيسيرون المسافات الطوال على الأقدام وقد انهكتهم الالام والأوجاع. كما يتغيب تلاميذ المعاهد وبعض الطلبة عن دروسهم إبان تعطل السير بالطريق. أضف إلى كل هؤلاء المواطن العادي الذي لا يمكنه حتى بلوغ السوق الاسبوعية لبيع مواشيه أو اقتناء مستلزمات عائلته وذويه. هذا الطريق يربط مدينة القصرين ومعتمدية الزهور بعديد المناطق الريفية الاخرى كمنطقة بوصفة ومنطقة عين سيدي محمود عبر جبل ذرواية، الحديث هذه الأيام لا يدور إلا حوله خاصةً مع انطلاق المشاريع الحكومية الهامة والتي تمس في جوهرها المناطق الداخلية المحرومة خاصةً ولأنه حلم سكان هذه المنطقة شاسعة المساحة عظيمة الإمتداد كثيرة السكان فإن حلمهم مشروع التحقق خاصةً وأن مسافة التعبيد قد لا تتجاوز (10 كلم). المنطقة ولئن كانت تعاني عديد النقائص الناجمة أساسا عن حالة إهمال العهود السابقة فإنها ترقب في شوق شروق شمس ثورة الكرامة التي ستنير الدرب وتفك عزلة سببها أساسا طريق في حالة يرثى لها.