نظمت المندوبية الجهوية للثقافة بالتعاون مع منظمة العفو الدولية ندوة فكرية بفضاء المركب الثقافي تحت شعار «لا للعنف ضد المرأة» وذلك لتسليط الضوء على هذه الظاهرة ومحاولة ايجاد الحلول الملائمة لها قصد الحد منها او القضاء عليها نهائيا. وقد ركزت السيدة آمال القرامي وهي دكتورة الآداب العربية بجامعة منوبة والمشرفة على هذه الندوة في مداخلة لها بعنوان « قراءة في عنف ما بعد الثورات العربية» على تقديم مقاربة تحليلية للأسباب العميقة التي ولدت مظاهر العنف المسلط على المرأة والذي لم يكن بحجة أو دواعي مقنعة عدا تلك النظرة الدونية المقزمة للمرأة ككائن بشري له كرامته وتستوجب من الآخر احترامها وعدم التعدي عليها أو دوسها.
وفي معلومة إحصائية لمعدل العنف في تونس ، ذكرت الدكتورة آمال القرامي أنه قد تجاوز 47 بالمائة وخصوصا في الخط الغربي الذي تجاوزت نسبته 80 بالمائة مؤكدة أنه لا سبيل إلى احتمال هذا العنف الناتج عن عدم وجود قانون كامل يتضمن بنودا تحمي المرأة من هذه الممارسات.
وقد اشارت الدكتورة القرامي إلى أن وسائل الإعلام في حد ذاتها قد انخرطت في التشجيع على مواصلة هذا العنف وذلك لعدم تسليطها الضوء عليه واهتمامها بالعنف السياسي الذي روج بدوره إلى عنف مادي استهدف النساء كما ذكرت أن المساجد أيضا كانت مسرحا للتحريض على العنف ضد المرأة وكذلك المؤسسات التعليمية التي تحرض الفتيات الصغيرات على ارتداء الحجاب ومؤسسات حقوق الإنسان ومختلف الوزارات التي تدعم تفشي ظاهرة العنف بطرق غير مباشرة ودعت إلى ضرورة التصدي لهذه الظاهرة التي لا تتماشى وطبيعة المجتمع التونسي.
من جهتها نددت السيدة سندس قربوج رئيسة الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية بخطورة هذه الظاهرة مؤكدة على تورط الإعلام في ممارسة العنف من خلال كل ما يقوله الإعلاميون وما له من وقع كبير على الاخر المتقبل مؤكدة على ضرورة تفعيل دور الإعلام لمجابهة هذا العنف .
وقد اختتمت هذه الندوة الفكرية بمسرحية «سيأتيك الشعب يوما» للمخرج عبد الحكيم سويد وقد تناولت مسألة العنف المسلط على السجينات من مختلف الأطراف المحيطة بهن.