قمرت 9 مارس 2010 (وات)- "العنف ضد المراة من المنظور الاجتماعي والاقتصادي " هو محور اشغال الجلسة العلمية الثالثة للندوة العربية حول "مناهضة العنف ضد المراة: تكريس للقيم الانسانية" التي كانت افتتحتها امس الاثنين السيدة ليلى بن على حرم رئيس الجمهورية، رئيسة منظمة المراة العربية. اهتمت الورقة الاولي بموضوع "الموروث الثقافي والعنف ضد المراة"، وبنت فيها الدكتورة موزة غباش، استاذة علم الاجتماع بالامارات، بمقاربة ظاهرة العنف المسلط ضد المراة، انطلاقا من كونه نتيجة لمؤثرات عديدة يختلط فيها الاجتماعي بالموروث الثقافي للمجتمعات العربية التي ما تزال تراوح بين الحداثة والتحديث. كما تساءلت في هذا الاطار، هل نحن في مجتمع حديث أم تقليدي؟ مبرزة ان سلطة القديم والموروث تتحكم في حركة المجتمع العربي ،برغم وجود ظواهر مادية للحداثة. وتساءلت المحاضرة ايضا عن مدى وجود خطاب وطني حول المراة في البلاد العربية منبهة في هذا الاطار الي وجود تفاوت بين الاقطارالعربية فيما يتصل بموقع ومكانة المراة. ومن جهتها حاولت الباحثة الاجتماعية سوسن كريمي تقديم قراءة في التجربة التاريخية لموقع المراة في البحرين من خلال مداخلة تحت عنوان "مناهضة العنف ضد المراة تكريس للقيم الانسانية". وقد ابرزت انه وبرغم حصول المراة في البحرين علي حق المشاركة السياسية فانها لم تدخل قبة البرلمان ولا المجالس البلدية الا عن طريق التعيين، وهذا ما يبرز تقدم وتطور القرار والارادة السياسية عن المجتمع مبرزة ان هناك العديد من القوي الاجتماعية والسياسية وخاصة التقليدية منها ترفض وبقوة تمكين المراة من حقوقها وبالتالي لعب دورها في المجتمع وفي التنمية. وفي هذا تصدر أو تبني مواقفها من خلال قراءة خاطئة للموروث الاجتماعي والتراثي والثقافي. كمااشارت الي نضال المراة البحرينية من اجل نيل حقوقها برغم المعارضة القوية لبعض الجماعات. وتوجت الجلسة الاختتامية للندوة العربية حول"مناهضة العنف ضد المراة: تكريس للقيم الانسانية" بتلاوة وثيقة تحمل عنوان "الخلاصات العامة والتوصيات" تم فيها التذكير بالاسئلة والمباحث الفكرية التي ناقشتها الندوة وهي: العنف ضد المراة المنظور الانساني والحقوقي، والمبادىء الكونية والانسانية والتشريعات العربية حدود التقاطع والتلاؤم، واية استراتيجيات لجسر الهوة بين التشريعات والواقع، والعنف ضد المراة المنظور الاجتماعي والاقتصادي، والموروث الثقافي والعنف ضد المراة، وتمكين المراة ودوره في القضاء علي العنف، والعنف ضد المراة اى دور للمجتمع المدني والاعلام والعنف ضد المراة الرسالة والدور. كما خلصت الجلسات العلمية للندوة وما تضمنته من ورقات عمل ونقاشات الي اقرار جملة من التوصيات في المجالات القانونية والاجتماعية والاقتصادية. و اوصت الندوة بضرورة العمل علي تفعيل مقترح السيدة ليلي بن علي رئيسة منظمة المراة العربية والمتعلق باحداث "مرصد التشريعات الاجتماعية والسياسية ذات الصلة باوضاع المراة"، باعتباره الية هامة في تشخيص مختلف الظواهر بما فيها العنف ضد المراة.